بيـــــان عمــــــوم الأرمــــــن في الذكرى المئويّة للإبادة الأرمنيّة، في 29.1.2015 *
إنّ الهيئة الحكوميّة لتنسيق فعاليات الذكرى المئويّة للإبادة الأرمنيّة، بالتشاور مع اللجان الإقليميّة في الشتات الأرمني،
- تجسيدًا للإرادة الموحدة للشعب الأرمني،
- واستنادًا إلى إعلان استقلال أرمينيا في 23 آب 1990، ودستور جمهوريّة أرمينيا،
- وبناء على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة في 10 كانون الأول 1948، الذي «يعدّ كرامة كافة أفراد الأسرة البشرية والحقوق العادلة وغير القابلة للمصادرة أساساً لحرية وعدالة وسلام العالم،»
- وانطلاقاً من القرار 96 (1) الذي اتخذ في الجمعيّة العامّة للأمم المتحدة في 11 كانون الأول 1946، ومعاهدة الأمم المتحدة «منع جريمة الإبادة ومعاقبتها» في 9 كانون الأول ،8491 ومعاهدة الأمم المتحدة «عدم تنفيذ التقادم بشأن جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية» في 26 تشرين الثاني 1968، وكذلك الاتفاقية الدوليّة حول «الحقوق المدنية والسياسية» في 61 كانون الأول 1966، ومبادئ وأحكام كافة المواثيق الدوليّة الأخرى حول حقوق الانسان،
- وآخذين بعين الاعتبار أن الأمم المتحدة بقبولها معاهدة «منع جريمة الإبادة ومعاقبتها» تكون قد أولت أهمية كبيرة للتعاون الدولي لمكافحة تلك الأنواع من الجرائم،
- وتشديدًا على عدم التسامح مع عدم معاقبة الأحداث التي تشمل جرائم الإبادة وحقيقة عدم تقادم تلك الجريمة،
- وإدانةً للخطوات التي قامت بها الإمبراطورية العثمانية بين الأعوام 1894-1923 والأنظمة المختلفة في تركيا لإبادة مخططة بحق الشعب الأرمني، والتي ما زالت تنفذها باستمرار، والمجازر الجماعيّة لإفناء الأرمن، والتصفية العرقية، وإفناء الإرث الثقافي الأرمني، وكذلك إنكار الإبادة، والتهرب من المسؤولية، وكل المحاولات لإسكات أو تبرير الجرائم المرتكبة وعواقبها، هي استمرار للجريمة وتشجيع لارتكاب إبادات جديدة،
- واعتبار أنّ الأحكام الصادرة عن المحاكم الاستثنائية العسكرية العثمانية بين 1291-9191 حيال تلك الجريمة القاسية «ضد القوانين القانونية والإنسانية» هي تقييم قانوني لما حدث،
- ومثمنين الإعلان المشترك الذي أصدرته الدول الحليفة في 24 أيار من جانب المجتمع الدولي عام 1915 وتقييم الجرائم القسوى ضد الشعب الأرمني للمرّة الأولى في التاريخ على أنّها «جريمة مرتكبة ضدّ الإنسانيّة والحضارة»، والتشديد على طلب مساءلة السلطات التركيّة المجرمة، وكذلك اتفاقية الصلح سيفر في 10 آب 1920، والحكم القضائي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية وودرو ويلسون في 22 تشرين الثاني 1920، ودورها في حلّ قضية عواقب الإبادة الأرمنيّة،
1- تحيي ذكرى مليون ونصف المليون من الضحايا الأبرار للإبادة الأرمنيّة، وتنحني أمام الأبطال الذين ضحّوا بحياتهم والناجين منهم الذين ناضلوا من أجل الحياة والكرامة.
2- تؤكّد من جديد التزام أرمينيا والشعب الأرمني، في الاستمرار في النضال الدولي لمنع الإبادات، من أجل إعادة حقوق الشعوب التي تعرضت للإبادة، وتعزيز العدالة التاريخيّة.
3- تعرب عن شكرها للدول والمنظمات الدوليّة والدينيّة والمدنيّة، التي تحلّت بالشجاعة السياسيّة واعترفت بالإبادة الأرمنّية وأدانتها، كجريمة ضدّ الإنسانّية، وما زالت اليوم تتخذ الخطوات القانونيّة في هذا الاتجاه، لمنع المظاهر الخطيرة للإنكار.
4- تعرب عن امتنانها للشعوب والهيئات والأفراد الذين خاطروا بأنفسهم أحيانًا وأعربوا عن دعمهم الإنساني المتنوع، وأنقذوا الأرمن الذين وقفوا أمام الإفناء الحتمي، وخلقوا ظروفًا آمنة للأرمن الناجين من الإبادة، ودعموا عملية إنقاذ الأيتام وحركة دعم الأرمن الدوليّة.
5- تطلب من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والمنظمات الدوليّة، وكلّ الأمم ذات الإرادة الحسنة، بغضّ النظر عن الأصول القوميّة والدينيّة، توحيد الجهود من أجل استعادة العدالة التاريخيّة، واحترام ذكرى ضحايا الإبادة الأرمنيّة.
6- تعرب عن الإرادة المشتركة لأرمينيا والشعب الأرمني للوصول الى الاعتراف العالمي لحقيقة الإبادة الجماعيّة للأرمن، وحرمان الشعب الأرمني من الوطن، وقضية إزالة عواقب الإبادة، وقد تمّ تشكيل ملفّ وافي لذلك، واعتباره انطلاق لعمليّة إعادة المصالح المشروعة والحقوق الفرديّة والجماعيّة والقوميّة.
7- تدين الحصار غير الشرعي الذي تفرضه جمهوريّة تركيا على جمهوريّة أرمينيا، والموقف المعادي للأرمن على المنابر الدوليّة، ووضع شروط مسبقة لتسوية العلاقات الحكوميّة المشتركة، وتقييمها كنتيجة لعدم معاقبتها على الإبادة الأرمنيّة، المجزرة الكبرى حتّى اليوم.
8- تدعو الجمهوريّة التركيّة إلى الاعتراف بالإبادة الأرمنيّة التي نفذتها الإمبراطوريّة العثمانيّة وإدانتها، ومواجهة تاريخها الخاصّ وذاكرتها من خلال إحياء ذكرى ضحايا تلك الجريمة المروعة التي ارتُكبت ضدّ الإنسانية، والتخلّي عن سياسة التزييف وإنكار الحقيقة والـتـتـفيه.
تساند شريحة المجتمع المدني في تركيا التي تبدي اليوم الجرأة وتواجه الموقف الرسمي للسلطات.
9- تأمل أن يكون الاعتراف بالإبادة الأرمنيّة وإدانتها انطلاقة هامّة لعمليّة المصالحة التاريخيّة بين الشعبين الأرمني والتركي.
10- تسجّل بكلّ فخر أنّ الأرمن الناجين من الإبادة خلال القرن الماضي،
- أظهروا إرادة صلبة ومعرفة بالذات القوميّة، واستعادوا دولتهم المستقلّة ذات السيادة المفقودة منذ القرون،
- حافظوا على القيم الوطنيّة وطوّروها، ووصلوا الى الازدهار الثقافي والعلمي، ليسهموا في عملية تطوير الإرث العالمي،
- خلقوا شبكة قويّة ومثمرة من الهيئات الدينيّة والمدنيّة للشتات الأرمني، ما أسهم في الحفاظ على المجتمعات الأرمنيّة في أصقاع العالم، وصقل شخصيّة الأرمني الذي يتمتع بالاحترام، والدفاع عن الحقوق العادلة للشعب الأرمني،
- تجمّعوا من خلال التعاون على مستوى الشعب بأكمله، وبرامج العودة الى الوطن، وأعادوا خلق أساس أصول الشعب الذي تعرّض لخطر الإفناء بسبب الإبادة.
- أسهموا بشكل فعّال في تعزيز الأمن والسلام الدولي في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وحقّـقوا انتصارات رائعة في المعارك البطوليّة في سارتاراباد، ومعارك أرتساخ.
11- ترى أن الذكرى المئويّة للإبادة الأرمنيّة هي مرحلة هامّة في إطار الاستمرار بالنضال من أجل العدالة التاريخية تحت شعار «أتذكر وأطالب.»
12- تدعو الأجيال القادمة من الأرمن للدفاع عن الإرث المقدّس للوطن عبر حبّ الوطن والعلم والوعي، والخدمة عبر النضال الذي لا يُقهر، وذلك من أجل،
- وطن أقوى، وجمهوريّة أرمينيا حرّة ديموقراطيّة،
- أن تكون أرتساخ المستقلّة متقدّمة وقويّة،
- حشد فعال للأرمن في الشتات العالمي،
- وتحقيق كلّ الأهداف التاريخيّة المقدّسة لجميع الأرمن.
في 29 كانون الثاني 2015
____________________
* http://armeniangenocide100.org/en/pan-armenian-declaration/