كلمة البطريرك الماروني بشارة الراعي في المنتدى العالمي ضدّ جريمة الإبادة، يريفان، 22 نيسان 2015 *
أودّ أن أقول نحن في جلسة كنسيّة إذًا روحيّة لاهوتيّة، لا في جلسة قضائيّة، لأنّ القانون بحاجة إلى روح، واللاهوت هو روح. فبعد مئة سنة تبحث الأسرة الدوليّة عن اسم للإبادة الأرمنيّة، ويخافون أن يسمّونها إبادة، بسبب نتائجها القانونيّة، أمّا نحن فننظر إليها لاهوتيًّا. نحن هنا في هذه الذكرى لنتذكر من أجل ثلاثة أهداف: - أولاً وأساسًا، لننطلق من جديد بصيغة جديدة، فنحن أبناء الموت الذي تليه قيامة، وكلّنا ندرك أنّ الشعب الأرمني انطلق بقوّة أكبر. وعندما مات المسيح وقام، وُلدت الكنيسة. نحن هنا لنقول للشعب الأرمني ولكلّ الشعوب التي تتألّم بالإبادة، بالمجازر وبالاعتداءات، أنّ هذه دعوة لنا لكي ننطلق من جديد وبصيغة جديدة. - الهدف الثاني هو لنقرّ أنّنا أمام جريمة تُسمّى إبادة، لا لكي نثأر، ونحن نرفض الثأر، إنّما لكي نتجنّب حصول أمثال هذه الإبادة. فإذا لم تعترف الأسرة الدوليّة بالإبادة، فإنّ إبادات أخرى ستُرتكب من جديد، والبرهان أنّ الإبادات والمجازر تُرتكب والأسرة الدوليّة صامتة. - الهدف الثالث من الذكرى هو أن نعترف بأنّ هناك خطيئة قتل، من أجل التوبة كي لا نعود إلى ما ارتكبنا. فلا الإبادة ولا المجازر ولا الاعتداءات يمكن تبريرها لأيّ أسباب، أكانت سياسيّة أم اقتصاديّة كما يجري اليوم. لذلك يجب الاعتراف بالخطيئة من أجل التوبة والتعويض، ومن يريد أن يكون كبيرًا حقًّا عليه أن يعترف بخطئه، ولأن الله كبير، فهو يرحم ويصالح، والكبير هو الذي يعرف أن يسامح بدوره، فإنّ أكبر فعل شجاعة وحريّة يقوم به إنسان هو عندما يقرّ بأنّه أخطأ. لقد تمزقت قلوبنا حين شاهدنا صور المجازر، ولكنّنا نعرف تمامًا أنّهم نالوا إكليل القداسة في اللحظة التي سقطوا فيها عام ١٩١٥، واستُشهدوا لكي نحيا نحن حياة جديدة. ____________________
* http://www.bkerki.org/post_patriarch.php?patparam=912