حياته
Cross

نشأته في بعبدات

1- بعبدات اليوم

تقع  بعبدات في قضاء المتن الشمالي (لبنان)، وتبعد عن بيروت حوالي 20 كيلومترًا، وتعلو عن سطح البحر حوالي 850 مترًا عند ساحة البلدة. تمتاز بمناخها المعتدل الذي جعل منها مركز اصطياف بامتياز بين جميع بلدات المتن. بلغ عدد البعبداتيين المسجَّلين في القوائم الانتخابيّة في العام 2015 حوالي الألفين ومئة شخص، أغلبيتهم الساحقة من المسيحيين، يتقدّمهم الموارنة، ثمّ اللاتين، ثمّ الروم والأرمن والسريان والكلدان والأقباط.

بعبدات في قلب لبنان
بعبدات في قلب لبنان


إنّ وجود الكبّوشيين في البلدة، منذ العام 1892، وكذلك راهبات المحبّة (بيزنسون) اللواتي أتين إلى بعبدات في العام 1907، بناءً على طلب الكبّوشيين، قد ساهم في إعلاء المستوى الثقافي بين البعبداتيين، ومكّنهم من اعتلاء مراكز عالية في البرلمان والجيش والجامعات والتجارة والصناعة وصلت بهم إلى أن يكون رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة واحدًا منهم.

وفي المجال المسيحي، تفتخر بعبدات بتقديمها مجموعة من الكهنة والرهبان والراهبات رفعوا عاليًا مشعل الإيمان والمحبّة.

2- بعبدات في القرن التاسع عشر

بعبدات في القرن التاسع عشر (رسم فضل الله صوايا)
بعبدات في القرن التاسع عشر (رسم فضل الله صوايا)


في تلك الأيّام، كانت الحياة مختلفة جدًّا عمّا هي اليوم، إذ لا شيء تقريبًا كان يميّز بعبدات عن القرى المجاورة. فالسكان، بمعظمهم، كانوا من الفلاحين الصغار أو من الحرفيين، يعتاشون من عملهم اليومي، ويكافحون من أجل البقاء، وتأمين مستوى أفضل من المعيشة، لهم ولأولادهم. ومنهم مَن تَجاسر وجازف بحياته، فترك أهله وقريته، محاولاً كسب رزقه في المهجر، بخاصّة في البرازيل والأرجنتين. وكان السكّان كلّهم من الموارنة يعيشون حياة هادئة نسبيًّا لا تخلو من بعض المماحكات.

3- ولادة يوسف

منزل الأب ليونار الوالدي
منزل الأب ليونار الوالدي


وُلد يوسف عْوَيس1 في هذه القرية المتواضعة، من حبيب عويس البعبداتي (1840-1906) ونورا بو موسي كنعان يمين من بيت شباب (1845-1917). في تلك الأيّام، كانت الولادة تتمّ في المنزل على يد قابلة اكتسبت مهارتها من التجارب والخبرة، من دون أن تكون قد تابعت دروسًا في الطبّ النسائي. وكانت قابلة بعبدات تُدعى نسطاس شاهين دانيال لبكي، زوجة نوهرا لبكي.2 ولم يكن هناك وجود لشهادة ولادة، أو بطاقة هويّة، لأنّ بعبدات كانت خاضعة لنظام المتصرفيّة، هذا النظام الذي فرضه الاتفاق بين تركيا والدول العظمى الخمس إثر المجازر التي حصلت بين الموارنة والدروز في العام 1860، وبموجبه يُعيَّن متصرّفٌ مسيحيٌّ غير لبنانيّ على جبل لبنان. ولا شكّ أنّكم تعرفون عواقب مثل هذا التدبير.

4- يوسف ينال سرّ العماد

كان على الأهل اصطحاب ولدهم الجديد إلى كنيسة القرية، في اليوم الثامن من ولادته، كي يقوم كاهن الرعيّة بمنحه سرّ العماد المقدّس، وفق تعليمات المجمع اللبناني الذي عقدته الكنيسة المارونيّة في دير سيّدة اللويزة، في العام 1736.

الخوري الماروني يوحنا لبكي يعمّد يوسف في 8 تشرين الأوّل 1881
الخوري الماروني يوحنا لبكي يعمّد يوسف في 8 تشرين الأوّل 1881


إمتثل حبيب ونورا للأمر، واصطحبا يوسف إلى كنيسة السيّدة، يوم السبت الواقع فيه 8 تشرين الأوّل 1881، ليعمّده الخوري يوحنا اللبكي، خوري الرعيّة، الذي قام بتسجيل العماد في سجلّ العماد حسب الصيغة التي أقرّها المجمع اللبناني، وجاءت كالتالي: “في اليوم الثامن من الشهر والسنة ذاتها [8 تشرين الأوّل 1881] أنا الخوري يوحنا لبكه قد عمدت يوسف ابن حبيب عويس وكان عرابه اسعد راجي اللبكه”.

نستنتج بأنّ يوسف وُلد في الأوّل من شهر تشرين الأوّل 1881.3

نسخة عن دفتر المعموديّة وفيه عماد يوسف في المقطع الثالث (محفوظات منير ملكي)
نسخة عن دفتر المعموديّة وفيه عماد يوسف في المقطع الثالث (محفوظات منير ملكي)



5
- مناولة يوسف الأولى

تلقّى يوسف تربية اجتماعيّة ودينيّة وفق تقاليد مجتمع لبنان العائلي والقروي والديني. وكان يرافق أهله وإخوته إلى كنيسة السيّدة القريبة، أيّام الآحاد والأعياد، حيث كان والده يخدم الرتب والقدّاسات بصوته الجميل. لم تكن عادة الاشتراك بالقدّاس اليومي شائعة بعد، ولم يكن احتفال المناولة الأولى أو المناولة الاحتفاليّة كما يُقال لها اليوم قد نشأت بعد. وكان المجمع اللبناني منع المناولة عن حديثي الولادة مباشرة بعد العماد، وطلب من الأهل والكاهن الانتظار حتّى يبلغ الطفل سنّ السابعة وما بعد، فيُعطى القربان الأقدس بطريقة عفويّة ومن دون أي تحضير أو احتفال، كما كانت العادة في الكنائس الشرقيّة. وكان على المسيحيين انتظار العام 1910 حين أعلن البابا القدّيس بيوس العاشر القرار quam singulari، كي تُصبح المناولة الأولى مطلوبة وفعلًا رسميًّا في الكنيسة الكاثوليكيّة، وقد عمل الطوباوي الأب يعقوب حداد الغزيري الكبّوشي على نشرها في لبنان.

كنيسة سيّدة النجاة المارونيّة في بعبدات حيث نال يوسف ملكي سرّ العماد
كنيسة سيّدة النجاة المارونيّة في بعبدات حيث نال يوسف ملكي سرّ العماد


ولبعبدات علاقة مشرّفة مع القربان المقدّس. يتناقل البعبداتيّون ما حصل مع الخوري جريس سرور الهاشم، في كنيسة مار جريس، في القرن السابع عشر، إذ حصلت على يده أعجوبة فيما كان يقدّم الذبيحة الإلهيّة، فاستحال القربان بين يديه إلى جسد الطفل يسوع، على مرأى من المؤمنين المشاركين بالاحتفال. وحين أُخبر المطران بالأمر، أطلق على الخوري جريس لقب “القرباني”. وبما أنّه كان كبير العائلة، عمّ هذا اللقب عموم العائلة الهاشميّة في بعبدات.4

ثمّ إنّ بعبدات عُرفت بأنّها مكان للتقوى والعبادة وذلك بسبب اسمها الأرامي الأصل، ومعناه “بيت العبادة” أو “بيت العابدات”.

6- يوسف ينال سرّ التثبيت

كنيسة القدّيس جرجس في بعبدات حيث نال يوسف ملكي سرّ التثبيت
كنيسة القدّيس جرجس في بعبدات حيث نال يوسف ملكي سرّ التثبيت


في تلك الأيّام، كانت الكنائس الشرقيّة تمنح سرّ التثبيت بالميرون المقدّس مباشرة بعد العماد. لكنّ الموارنة، وعلى أثر قرارات المجمع اللبناني المتوافقة مع تلك المطبقة في الكنيسة اللاتينيّة، منعوا التثبيت مباشرة بعد العماد، وقرّروا القيام به حين ينضج الولد، ويبلغ السابعة من عمره أو أكثر، بحسب ما يرتئيه الأسقف الذي يحقّ له وحده القيام بمنح السرّ. إستعاد الموارنة منح سرّ التثبيت مباشرة بعد سرّ العماد وذلك بعد المجمع الفاتيكاني الثاني (1965).

حين بلغ يوسف وصار جاهزًا لتقبّل سرّ التثبيت، كانت بعبدات تمرّ بأزمة كبيرة سوف نتكلّم عنها في الفصول اللاحقة، وأدّت إلى انتقال قسم كبير من أهلها إلى الكنيسة اللاتينيّة، وكانت عائلة يوسف من بين الذين انتقلوا. لذلك، لم ينل يوسف سرّ التثبيت في الكنيسة المارونيّة بل في الكنيسة اللاتينيّة، في 19 تشرين الثاني 1893، كما جاء في سجلّ التثبيت، وذلك على يد القاصد الرسولي، المطران غاودنسيو بونفيلي، في كنيسة مار جريس التي وُضعت مؤقتًا بتصرّف الرعيّة اللاتينيّة الناشئة، وكان عمره 12 سنة،5 وعرّابه أسعد راجي لبكي، هو ذاته عرّاب عماده. والجدير ذكره أنّ خليل، شقيقه الأصغر، نال سرّ التثبيت في المناسبة ذاتها.

نسخة عن سجلّ التثبيت في كنيسة القدّيس انطونيوس البادواني للاتين وفيه تسجيل تثبيت يوسف ورقمه 51
نسخة عن سجلّ التثبيت في كنيسة القدّيس انطونيوس البادواني للاتين وفيه تسجيل تثبيت يوسف ورقمه 51

 

7- الوضع الاجتماعي والاقتصادي

كيف كانت الأوضاع الاجتماعيّة والاقتصاديّة في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، في تلك الأيّام التي شهدت على نشأة يوسف في قرية بعبدات؟6

كانت حياة الناس ترتكز على الزراعة وتربية الماشية، وهي لم تكن تكفي للعيش، فضلاً عن ضيق مجال العمل، وانتشار البطالة، وفقر التربة وصخريّتها، وتزايد عدد السكّان في متصرفيّة جبل لبنان التي أُنشئت العام ١٨٦١، ما دفع بقسم من أَهل القرية إلى الهجرة.

الأب بونافنتورا فاضل البعبداتي الكبّوشي أمام عين ماء بعبدات (1916 أو 1927)
الأب بونافنتورا فاضل البعبداتي الكبّوشي أمام عين ماء بعبدات (1916 أو 1927)


لا وجود للصناعة إلاّ الخفيفة التحويليّة منها، واقتصرت التجارة على حدِّها الأدنى من البيع والشراء.

غابت مياه الشفّة عن المنازل، واكتفى الناس بتعبئة الجرار من الينابيع الصالحة للشرب، قرب المنازل، وتخزين المياه في برك أو آبار؛ وافتقرت البيوت إلى الشبكات الصحيّة، والمطابخ، والمنتفعات.

لا اتصال بالعالم الخارجي إلاّ نادرًا، واقتصر السفر على البحار وحسب، فلا هاتف، ولا بريد، ولا طرقات، وبالتالي لا عربات إلاّ ابتداءً من أواخر القرن التاسع عشر. أمّا الاتصال والتواصل على صعيد الداخل، فكانا يتمّان بواسطة حيوانات الجرّ والتحميل والركوب، شأن الحمير والبغال.

لا وجود للكهرباء في المنازل في تلك الحقبة من التاريخ.

أمّا مياه الشفّة ومياه الريّ فكانت ضروريّة ولا غنى عنها. وكانت النساء والفتيات يتوجّهن كلّ يوم، في الصباح الباكر وفي المساء، إلى عين الماء القريبة لملء الجرّة التي كنّ يحملنها بكلّ فخر واعتزاز، منتصبة على رؤوسهنّ. وعند العين كانت تجري المحادثات وتبادل الأخبار التي لم تكن تخلو من الثرثرة. وفي حال تخطّت إحداهنّ دورها في تعبئة الجرّة أو تفوّهت بكلام أزعج غيرها، تحوّلت العين إلى ساحة صراخ وشدّ الشعر.

8- يوسف وعائلته 
كان يوسف السابع من عائلة مكوّنة من أحد عشر طفلاً، ستة صبيان وخمس بنات، هم: داود، عويس، كَليم، كَليمه، مريم، منصوره، يوسف (ليونار)، يوسفية، خليل، فارس، زَينه.7

 
 

سكن أهله دارًا فيها أقسام يسمّونها أسواقًا، منها ما هو للمؤونة، وأخرى للبهائم، وغيرها للدجاج، تقع في حيّ كنيسة سيّدة النجاة، وقد نشأ يوسف في هذا الحيّ الذي شكّل مدىً لناظريه وسَيره وركضه، وهو حيّ يمتاز بتباعد منازله، وبميل أروقتها، ومعظمها من القناطر، لناحية الجنوب.ورأى يوسف أمام ناظريه معمل حرير آل لحود الذي كان في عزّ ازدهاره، وكيف كانت النسوة يعملن على الحلاّلات، وكيف كان الرجال يعملون نظّارًا ووقّادين للنار. وكان المعمل مكان الملعب الرياضي الذي شغله نادي الرابطة الرياضيّة في بعبدات، والطريق التي تعلوه لناحية الشرق، حيث أُشيدت اليوم كنيسة بعبدات الجديدة. كما شاهد بركة مياه لآل لحود كانت تعلو معمل حريرهم، وتزوّده بالمياه الضروريّة، والصّهريج العام الذي يزوّد القرية بمياه العرعار.

كان بيته مسقوفًا بجذوع الصنوبر والزلزلخت، تعلوها أخشاب صغيرة، تُرصف الواحدة قرب الثانية، ويوضع فوقها التراب ثمّ البحص، ويحدلونها، في أيّام الشتاء، بحجر أسطواني مثقوب من الجهتين، يُقبض عليه بوساطة قوس حديديّة، توضع طرفاها في الثقبين، ويُسمّى الحجر “محدلة”، ويُصنع لدلك السطوح. وفي العام 1923، أُضيف طابق جديد استُعمل فيه الباطون للمرّة الأولى في بعبدات. وفي العام 2010، هُدم الطابقان وبُني مكانهما بناية كبيرة احتُفظ فيها بغرفة صغيرة حملت اسم “غرفة الأب ليونار” حيث بإمكان الزائر الاطلاع على سيرة حياة الراهب ليونار الكبّوشي وفضائله واستشهاده مكتوبة باللغات العربيّة والفرنسيّة والإنكليزيّة، صُمّمت بحيث تكون مكانًا للتأمّل والصلاة على نيّة تطويبه.

عاش يوسف عيشة عاديّة، وسط كفاح أهله الذين لم يُحصوا في عداد الميسورين الكبار في بعبدات، شأن بعض العائلات التي امتلكت أراضٍ واسعة ومعامل حرير. غير أنّ ذلك لا يعني أنّ والده لم يكن ملاّكًا، يشهد على ذلك ما كان لديه من أراضٍ، كغيره من عائلة الملكي، في منطقة حقلة عويس (الملكي) الواقعة شمال بعبدات، بجانب الضهر الفاصل بين بعبدات وبكفيا، والمواجِهة لدير مار موسى الحبشي، ويكسو هذه المنطقة البلّوط والسنديان والصنوبر وكروم العنب.

بلّوطة بيت الملكي المعمّرة بعد عمليّة الترميم
بلّوطة بيت الملكي المعمّرة بعد عمليّة الترميم


وكان أهله، كسائر الملاّكين في هذه المنطقة، يؤمّونها في أواسط شهر نيسان حتّى أواخر شهر تشرين الأوّل، ليزرعوها الخضار الصيفيّة المتنوّعة، ويرووها من ثلاثة ينابيع تعلوها، ويملكها أفراد من عائلة الملكي.

واستدعت الإقامة الصيفيّة، في هذه المنطقة، أن يبني الملاّكون بيوتًا صغيرة بلغ عددها خمسة عشر منزلاً، منها للسكن ومنها للمواشي، تَهدَّمت كلّها باستثناء ثلاثة منازل قام أصحابها بترميمها، أو يُقيمون خِيَمًا أو عرازيل للسكن، ولمتابعة أعمالهم في فلاحة الأرض، وقطع الحطب، وتشذيب (تشحيل) الصنوبر، وصنع الدبس في معاصر ما زالت قائمة حتّى اليوم تحت البلّوطة الكبرى وفي جوارها. وكانوا يزرعون القمح ويحصدونه في مطلع الصيف، ويدرسونه على البيادر، ويطحنونه في طاحونتي القرية الواقعتين بين بعبدات وبحنّس، ويؤمّنون الحطب للتدفئة في فصل الشتاء.

شاهدة تذكاريّة باسم الأب ليونار ملكي في ساحة البلّوطة
شاهدة تذكاريّة باسم الأب ليونار ملكي في ساحة البلّوطة


أمّا في فصل الشتاء فكان يوسف يعيش مع أهله حول الموقد المصنوع من حوّارة في غرفة من المنزل، يشعلون فيها حطب السنديان والصنوبر والكنافش والقْراعة وكلّ ما يصلح للحرق، ويطبخون عليه الأطعمة، ويَقلون الحلوى، ويستنيرون باللقش أو السراج أو الشموع أو الصفيدات، وهي أسرجة فخّار يملأونها بزيت الزيتون، ويضعون فيها ذيالة من قماش مفتول يشعلونها بنار الموقدة أو بعود ثقاب، تطوّرت وأصبحت ما يُعرف بقنديل الكاز.

وكان في بيته “يُوك” (لفظة تركيّة)، كما في سائر بيوت البعبداتيّين، وهو عبارة عن خزانة خشبيّة كبيرة مستقلّة أو ضمن حائط توضع فيها حوائج النوم من فرش وملاحف ومخدّات، وتُفرَش ليلاً حِصر أو بْلاس يوضع على أرض الغرفة أو العلّيّة لينام بجانب إخوته وأخواته، كما كانت العادة، إذ لم يكن لكلِّ فردٍ من أفراد العائلة سرير أو غرفة مستقلّة؛ وصندوق “أواعي” توضع فيه الملابس وبعض الأشياء الثمينة.

يا لها من طريقة حياة لم يعد يقبل بها في أيّامنا الحاضرة حتّى الفقراء من القوم، لكنّها حياة فيها سلام وقناعة، عاشها يوسف مع أهله وإخوته وأخواته.8

____________________

1 تنقسم عائلة ملكي في بعبدات إلى فرعين: عْوَيس وسلامة. وفي تلك الأيّام، كان الشخص يُدعى باسمه الأوّل يتبعه اسم والده أو اسم “الجبّ” أي فرع العائلة، لذلك سُمّي ليونار بيوسف عويس. وبعد حوالي مئة سنة، قامت سلالة يوسف بتقديم طلب إلى محكمة الدرجة الأولى في المتن (لبنان) تطلب فيه استبدال اسم الفرع “عويس” باسم العائلة “ملكي”. تمّ قبول الطلب وأصدر القاضي الحكم في 15/5/1974. وهكذا أصبح يوسف حبيب عويس الذي أُعطي اسم ليونار عند دخوله الرهبنة الكبّوشيّة، الأب ليونار ملكي. واسم عويس هو من أصل عربي ويعني الجَمَل كما جاء في البيت المشهور: كالعَيس في البيداء يقتلها الظمأ... والماء فوق ظهورها محمول ! 2 د. جوزف لبكي: يوسف حبيب عويس الملكي، حياته في بعبدات بين العام 1881 والعام 1897. محاضرة أُلقيت في كنيسة السيّدة بمناسبة الاحتفال بمرور تسعين سنة على استشهاد الأب ليونار، بعبدات، 12 آب 2005. 3 يقول الأب سليم رزق الله الكبّوشي، طالب دعوى تقديس ليونار، بأنّ ليونار وُلد في 4 تشرين الأوّل الموافق عيد ميلاد القدّيس فرنسيس الأسيزي. نتحفّظ على هذا التاريخ غير المثبّت بالوثائق. 4 تاريخ بعبدات وأُسرها، تأليف الخوري نعمة الله الملكي، زاد عليه وأعاد طبعه منير حنا الخوري الملكي، 1995، ص. 254. 5 عمره 11 سنة في سجلّ التثبيت! معلومة غير دقيقة. 6 د. جوزف لبكي: المرجع السابق. 7 تحقيق قام به صاحب هذا الموقع. 8 د. جوزف لبكي: المرجع السابق.
شارك:
Facebook
تويتر
إطبع
Go To Top
انتقل إلى أعلى الصفحة
الفصل التالي

المدرسة الابتدائية

المدرسة الابتدائية

Next Chapter
Go To Top
متابعة القراءة
...ومرّة أخرى، يـَـتـلـطَّـخ الثوب الفرنسيسي بدم الشهداء...
LeonardMelki
© فارس ملكي 2013