إستقبل الحبر الأعظم البابا فرنسيس رئيس الجمهوريّة اللبنانية العماد ميشال عون في لقاء خاصّ تطرّقا فيه إلى الأوضاع اللبنانيّة والعالميّة، وكان هناك إشارة إلى تطويب الأبوين ليونار عويس ملكي وتوما صالح. وفيما يلي تقرير مختصر عن الزيارة، نقلاً عن موقع رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة*:
وصل رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة، العماد ميشال عون، والوفد المرافق إلى حاضرة الفاتيكان عند العاشرة من قبل ظهر يوم الإثنين الواقع فيه ٢١ آذار، بتوقيت روما، حيث استُقبل وفق المراسم المتبعة في الكرسي الرسولي... ولدى وصول الرئيس عون إلى مكتب الحبر الاعظم، خرج البابا فرنسيس لاستقباله، ودخلا معًا إلى المكتب حيث عُقدت خلوة بينهما دامت نصف ساعة، بحضور المترجم الأب جورج أيوب.
أثناء اللقاء، أكّد البابا فرنسيس أنّ للبنان مكانة خاصة في صلاته وهو في صلب اهتماماته، على الرغم من الوضع الدولي المتأزم على أكثر من صعيد. وإذ اشار الى انّه مطلع بأسى على ما آلت اليه الاوضاع الافتصادية والاجتماعية الصعبة فيه، فإنّه شدّد على أنّ لبنان، بجميع أبنائه، المسيحيين والمسلمين، لا يجب أن يتخلّى عن قيم الاصالة القائمة على الاحترام، وأنه من الواجب الحفاظ على الحضور المسيحي في الشرق، كما من الواجب الحفاظ على العيش معًا في لبنان، وهي صيغة جعلت منه رسالة.
وأكّد الأب الأقدس أيضًا أنّه يسعى مع الجميع في العالم من أجل الحفاظ على هذا الوطن، الذي لطالما اعتبره الكرسي الرسولي رسالة ونموذجًا. وأبلغ البابا الرئيس عون إصراره أكثر من أي وقت مضى، كما عبّر عن ذلك تكرارًا، على أن يزور لبنان لأعادة إحياء الرجاء فيه وقال: «في وقت قريب سأزور لبنان. هذا قرار اتخذته، ذلك أنّ لبنان يبقى على الرغم من أي شيء نموذجًا للعالم».
من جهته، شكر الرئيس عون البابا على استقباله... وعلى محبته الكبيرة للبنان والتي أظهرها في أكثر من مناسبة، لا سيما من خلال تخصيص يوم كامل للصلاة والتفكير من أجل لبنان في الكرسي الرسولي يوم الأوّل من تموز الماضي، وإيفاده كلا من أمين سر الدولة الكاردينال بييترو بارولين، وأمين سرّ العلاقات بين الدول المطران بول-ريتشارد غالاغير في أقلّ من سنة إلى لبنان للوقوف إلى جانب شعبه في الظروف الصعبة التي يمرّ بها...
وإذ طلب رئيس الجمهورية من الحبر الأعظم الاستمرار في دعم لبنان ومساندته في المحافل الدولية والاقليمية، ووعده البابا بذلك، فإنّه جدّد له الدعوة الرسميّة لزيارة لبنان، التي كان سبق ووجهها اليه، قائلا: «إنّ لبنان المتألم يتطلع إلى زيارتكم له، كدليل حيّ على قيامته. وقداستكم قمتم بزيارة معظم دول المنطقة باستثناء لبنان، ونأمل أن تتحقق زيارتكم إلى أرضنا بأقرب فرصة. ولا يسعني هنا إلا أن اشكر لقداستكم موافقتكم على تطويب الأبوين ليونار ملكي وتوما صالح اللذين سيكونان أوّل طوباويين شهيدين من لبنان في العصر الحديث، وقد استشهدا إبان الحرب العالمية الأولى، وذلك في احتفال سيقام لهذه الغاية في لبنان، مطلع حزيران المقبل».
* http://www.presidency.gov.lb/Arabic/News/Pages/Details.aspx?nid=26992