مسيرة التطويب
  |  
الإعداد المباشر للتطويب
Cross

درب الشهيد ليونار

المحتفل (م)     القارئ (ق)     الجمهور (ج)

م: المرحلة الأولى
ليونار يرفض الهروب ويبقى إلى جانب أخيه الأب دانيال


ق: قراءة من الأب بوناڤنتورا فاضل البعبداتي الكبّوشي
غير أنّ الأماكن المهجورة لم تَفرَغ، إذ بقي فيها أحدهم وهو حبيبنا الأب ليونار. كان لا يزال في ماردين، مع أنّنا دعوناه للمجيء إلينا. كتب لنا قائلاً بأنّه يرغب في الخروج من بين هؤلاء المتوحشين، وبأنّه لا يريد أن يموت قتلاً. وكان قد عمل على ترحيل الراهبات، لكنّه بقي هناك، لأنّه، في اللحظة الأخيرة، قال له الأب دانيال، باكتئاب، وهو ٱبن الثمانين سنة الذي لم يُطق فكرة الرحيل: «حسنًا، أتريدون أن تتركوني لوحدي؟» ولساعته، قرّر الأب ليونار البقاء، بدافعٍ من المحبّة لهذا الراهب الجليل، ليس إلاّ.

م: لنصلّي
ج: أيُّها الربّ الذي مَنَح ليونار الشجاعةَ والقوّة، فتحمَّل في سبيلِ أخيه الراهب، كلَّ عذابٍ وألَم، أَعطِنا أن نكون، في أعمالِنا كلِّها، شهداءَ لوصاياك وتعاليمك، بحِفظِنا إيّاها، وممارستِنا لها، حتى إذا دُعينا إلى شهادة الدم، نكونَ مستعدّين لها، فنمجِّدك إلى الأبد. آمين.

م:  تبارك الذي فتح لنا درب الشهادة
ج: فليكن اسمُه مبارَكًا من الآن وإلى الأبد

م + ج: أبانا الذي في السّماوات...

م: المرحلة الثانية
ليونار يُلقى القبض عليه ويُعذَّب


ق: قراءة من المطران إسرائيل أودو، مطران ماردين على الكلدان
الأب ليونار الكبّوشي مارونيّ الأصل من جبل لبنان. هذا أُلقي القبض عليه في 5 حزيران 1915. ولمّا وصل إلى السجن، استقبله البواب، ورفع يده، ولطمه على وجهه بشدّة. واجتمع عليه حالاً الجنود، وبدأوا يجرحون وجهه، ويرفسونه من كل جهة، وينزعون شعر ذقنه، ويبصقون على وجهه، ويرشقونه بكلام قذر ونجس، حيث لا تليق بشخصه، بينما هم، منذ صغرهم، معتادون على لفظ مثل هذه الكلمات. ثمّ علّقوه من رأسه لمدة ساعتين. واجتمع الجنود عليه وضربوه بالسوط والعصي بضراوة. ثم أنزلوه، وبدأوا يستأصلون أظافر يديه ورجليه، ثمّ رموه على الدرج من أعلى إلى الأسفل، ووقع مغميًا.

م: لنصلّي
ج: أيّها الربُّ يسوع، لقد قدَّم الأب ليونار دليل محبته الحقيقية لكَ إذ حمل في جسده علامات هذا الحُب الصادِق والأمين لمُخلِّصه وفاديه الذي اشتراه بدمه الثمين... وحين يأتي الشهداء حاملين عذاباتهم، ويأتي الصِّدِّيقون حاملين فضائِلهم، يأتي ابن الله في مجده ومجد أبيه، ويُجازي كلّ واحدٍ بحسب أعمالهِ التي عملها.
م:  تبارك الذي فتح لنا درب الشهادة
ج: فليكن اسمُه مبارَكًا من الآن وإلى الأبد

ترنيمة (لحن: هيّا معي من لبنان)
آلامُ الشـهــــــــداءِ خيرُ شاهدٍ على الحبِّ الأصيل
مَيدانُ العُظَمــــاءِ ألثباتُ في الحقِّ يُروي الغَليل
هللويا خَيراً جَزيــــــــــل

م: المرحلة الثالثة
ليونار يبارك جلاديه


ق: قراءة من الأب ياسنت سيمون الدومينيكي
أُجبر الأب المحترم ليونار البعبداتي، المرسَل الكبّوشي، اللبناني الجنسيّة، على شرب كأس من الشوائن؟ ولِماذا؟ لأنّه مرشد أخويّة الدم الزكي. وقد حَصَرَ ممدوح بك، رئيس البوليس، معنى «الدم الزكي» بدم المسلمين، وبأنّ المرسَل المذكور يطمع به، مبشرًا ومشجعًا على سفكه بغزارة. أضف إلى ذلك اكتشاف لائحة بأسماء الأعضاء المنتسبين إلى الأخويّة كانت معلّقة على باب كنيسة الكبّوشيين، ما «ثبّت» أنّ هذه الأخويّة أكثر من عاصية وضارّة، وأنّها لا تسعى فقط إلى عمل القلاقل في الإمبراطوريّة، بل إلى المطالبة بدمها. وها إنّ الأب ليونار يتعرّض للشتائم والبصق والضرب، صامدًا في إيمانه. وكلّما ضُيِّق على ليونار الكبّوشي، كان ليونار الشهيد يفرح. وفيما عمل ممدوح بك على تصفية ليونار، عمل ليونار على مباركة ممدوح بك.

م: لنصلّي
ج: أَعطِنا يا ربّ، أن تكون صلواتُنا التي نرفعُها إليك، في ذكرى الأب ليونار، بمثابةِ ذبيحةٍ مقبولة، تَزيدُنا في جهادِنا نشاطاً، وفي خدمتِنا تضحية، فنؤهَّلَ وإيّاه للجَزاء الصالح، أمام عظَمتك، ونُصعِدَ إليك، جميعاً، المجدَ والشكر، من الآنَ وإلى الأبد.

م:  تبارك الذي فتح لنا درب الشهادة
ج: فليكن اسمُه مبارَكًا من الآن وإلى الأبد

م + ج: أبانا الذي في السّماوات... 

م: المرحلة الرابعة
ليونار يسمع اعترافات المسجونين معه في الزنزانة 


ق: قراءة من الأب ياسنت سيمون الدومينيكي
تحوّلت أعمدةُ السجن الأربعة إلى زوايا كرسي الاعتراف الأربع، واضطرّ الكاهن، نظرًا لمتطلبات خدمة هذا السرّ، إلى سماع التائب وحلّه من خطاياه، وجبهة الواحد تلامس جبهة الآخر... 

م: لنتلو فعل الندامة عن خطايانا
ج: يا ربّي وإلهي، أنا نادم من كلّ قلبي على جميع خطاياي، لأنّي بالخطيئة خسرتُ نفسي والحياة الأبديّة، وأقصد ألا أخالف إرادتك، وأن أعمل مشيئتك، ثـبّـتـني في محبتك ومحبّة الناس أجمعين. آمين.
م:  تبارك الذي فتح لنا درب الشهادة
ج: فليكن اسمُه مبارَكًا من الآن وإلى الأبد

ترنيمة (لحن: رَمرِمَين)
كالأشجــــــارِ النَديّة شُهداؤنــــــــا الأبطـــالْ
بالأثمـــــــــارِ الشهيّة طَيَّبوا قلبَ الأجيــــــالْ
بالموتِ صاروا قربانْ شُهداؤنــــــــا الأبطـــالْ
ماتوا كي تَحيا الأوطان أَحيَوا في النفسِ الآمـال

م: المرحلة الخامسة
ليونار يصلّي الورديّة مع رفاقه في الحبس


ق: قراءة من الأب ياسنت سيمون الدومينيكي
فيما المسيحيّون مكدّسون في الزنزانة، ملأت صلاتهم النهار، واختصرت الليل. ولم تترك سبحة الورديّة أناملهم: فالماردينيّون يتعبَّدون لمريم كثيرًا. 

م: لنصلّي
ج: إلى حمايتك نلتجئ يا والدة الله القدّيسة، فلا تغفلي عن طلباتنا عند احتياجنا إليك، لكن نجينا دائمًا من المخاطر، أيّتها العذراء المجيدة المباركة.

م:  تبارك الذي فتح لنا درب الشهادة
ج: فليكن اسمُه مبارَكًا من الآن وإلى الأبد

م + ج: السلام عليك يا مريم...

م: المرحلة السادسة
ليونار يرفض عرض الجحود، للمرّة الأولى، لإطلاق سراحه


ق: قراءة من الأب ياسنت سيمون الدومينيكي
عند منتصف الليل، وقبل ساعة واحدة من رحيل موكب الجنازة الأوّل، لم يستغرب السجناء الموثوقون رؤية شيخ مسلم يتبعه خمسة وعشرون من المُلّا يتوجّهون إليهم، شاهرين سيوفهم...
- اختاروا بين الأسلمة والموت، قال لهم الشيخ…
- إختيارنا قد تمّ، أردف السجناء بصوت واحد، الموت…

م: لنصلّي
ج: أيّها الربّ يسوع، نورُ الحقّ وشمسُ البِرّ، يا ناصرَ المجاهدين المُحقّين، إقبَل دمَ الشهداء المسفوك، قربانًا وذبيحة، حتّى يعودَ على المضطهَدين بالنور، والضّالينَ بالهداية، والخطأة بالغفران، والمؤمنين بالثبات، فنُصعِدَ لكَ المجدَ والشكران، من الآن وإلى الأبد. آمين.

م:  تبارك الذي فتح لنا درب الشهادة
ج: فليكن اسمُه مبارَكًا من الآن وإلى الأبد

م + ج: أبانا الذي في السّماوات...

م: المرحلة السابعة
ليونار يُساق خارج السجن مكبّل اليدين والرجلين


ق: قراءة من القسّ إسحق أرملة
في تلك الليلة السوداء التاعسة، كنتَ ترى جنود الظلمة صاعدين إلى القلعة ونازلين مهرولين حاملين أغلال الحديد والحبال الضخمة والزناجير إلى السجن والثكنة. فكانوا يدعون المسيحيين زوجًا زوجًا، ويربطونهم ربطًا محكمًا لئلا يفرّوا من بين يديهم... وكبّلوا رقابهم بالأغلال، وأَوثقوا معاصمهم بالسلاسل. وتشاغل الخصوم بالربط والشدّ والغلّ حتّى الهزيع الأخير من الليل، كذئاب هجمت على خراف، أو بواشق انقضّت على حمام، أو نمورة نشبت براثنها بفريستها.
وبعد أن رتبوهم زوجًا زوجًا، أخرجوهم من باب السجن والثكنة، وتكوكبوا عليهم من كلّ صوب، مشهرين فوقهم الأسلحة والسيوف، وأمروهم أن يلزموا الصمت التام.
فساروا في الجادة العموميّة فجر الخميس، وعددهم أربعمائة وسبعة عشر، من إكليرُس وشيوخ وشبان أرمن وسريان وكلدان وبروتستان.

م: لنصلّي
ج: إنّنا، وإذ نُحيي ذكرى شهدائنا الأبطال، نسألُكَ، أيّها المسيحُ الإله، أن تَقبلَ جهادَهم وذبيحة حياتهم. أعطنا أن نُجاهدَ مثلَهم، لنتشبَّه بكَ أنتَ، يا مَن بَذَلْتَ نفسَكَ لأجلِنا. أُعضُدنا وقَوِّنا بنعمتِكَ، نحن الذين لا نزالُ في بحرِ هذا العالم المتماوج، عُرضةً لأخطارِ الغَرَق، فنجتازَ المراحلَ الصعبة، بالثقة والإيمانِ بِكَ، إلى أن نَبلُغَ ميناءَ الأمان، ونحظى وشهداءنا الأبرار بإكليلِ الظَفَر، ونُعظِّمَكَ وأباكَ وروحَكَ الحيّ القدّوس، إلى الأبد. آمين.

م:  تبارك الذي فتح لنا درب الشهادة
ج: فليكن اسمُه مبارَكًا من الآن وإلى الأبد

ترنيمة (لحن: يا أمّ الله كنز البركات)
دربَ الشهداء ، يا دربَ الصليب يا مِلءَ العطــاء ، والحبِّ الغريب
عِشتُم في وفاء ، مُتُّم في جَفاء قُمتُم في صَفاء ، في النورِ العجيب

م: المرحلة الثامنة
ليونار يتعرّض للضرب حين مروره أمام ديره


ق: قراءة من الأب جاك ريتوريه الدومينيكي
كان الأب ليونار الكبّوشي يسير على رأس القافلة بين أخوين من رهبنة مار فرنسيس الثالثة للعلمانيين. ولَــمّــا مَرَّ من أمام ديره، رفع رأسه محييًا للمرّة الأخيرة ذلك المقام المقدّس، حيث عاش سعيدًا يزرع الخيرات. وفي الحال، وَجَّه الحارس ضربة من عصاه الغليظة على رأسه، مصحوبة بشتائم بذيئة ومهينة: «أيّها الفرنجي القذر، هَيّا تَقدّم»، وصاحب المأثرة هذه هو بذاته سرد هذه الحادثة متفاخرًا، مضيفًا: «أَمَرني رئيسي بأن لا أتهاون مع هذا الفرنجي».

م: لنصلّي
ج: أيّها الربُّ يسوع، نذكر أمامَك شهيدنا ليونار البطل الذي رَوَّى الأرضَ بدمائه الذكيّة، ففاحَ عَرفُ شهادته في كلِّ الأقطار، وذاعَ صيتُه كنَشرِ الطيب في المسكونة كلِّها. إمتلئ شجاعة فلم يَهاب الأخطار، ولا خاف من مواجهة الموت، صَونًا للأرضِ ولكرامة ساكنيها. عَشِق حَقَّكَ، والبنوّةِ لكَ، وحرّيّة تمجيدِكَ، فجابه الظُلمَ والاستبداد، واستحقّ أَكاليلَ المجدِ والانتصار. آمين.
م:  تبارك الذي فتح لنا درب الشهادة
ج: فليكن اسمُه مبارَكًا من الآن وإلى الأبد

ترنيمة (لحن: قام الله من مثواه)
شُهَداءُ أنقياءُ  قد أَحبّوا روحَ العدلِ
لم يَهابوا هَولَ الموتِ فيه صَدُّوا روحَ الجَهلِ 
قدّوسٌ مَن قد قَوّاهم في سبيلِ الاستشهادِ
قدّوسٌ مَن قد مَلاّهم بالإقدامِ في الجهــاد

م: المرحلة التاسعة
ليونار ورفاقه يردّدون نشيد الأب يعقوب الكبّوشي

ق: إنّ القافلة الأولى من السجناء، كما القافلة الثانية التي انطلقت من ماردين بعد أربعة أيام، ردّدت ترتيلة الأب الطوباوي يعقوب الغزيري الكبّوشي: ننال جزانا في السّماء، كان الأب ليونار أتى بها من لبنان أثناء زيارته إلى بعبدات، العام ١٩٠٦ و ١٩١١، ولقائه الأب يعقوب.

م: لنصلّي صلاة الطوباوي يعقوب
ج: أيّها الربّ يسوع، خذ لساني، واجعله ينطق بما تشاء وتريد، واجعل سكوتي كلاماً معك!
خذ أذنيّ، واجعلها تصغيان إلى صوت الواجب وإلى صوتك وحدك يا يسوع!
خذ عينيّ، واجعلهما تشخصان إلى رؤيتك في اي محيًّا كان وأي شغل كان!
خذ يديّ ورجليّ، وامنحهما الرشاقة وخصصهما لخدمتك ولتنفذا كلّ رغباتك!
خذ فكري، وأنره بنورك الساطع!
خذ قلبي، واجعله عرشاًَ لحبك وراحتك!

م:  تبارك الذي فتح لنا درب الشهادة
ج: فليكن اسمُه مبارَكًا من الآن وإلى الأبد

ترنيمة:
ننال ننال جزانا في السماء، ننال ننال جزانا في السماء،
جزانا في السما لم تسمع به أذن، ولا رأته عين جزانا في السما.

م: المرحلة العاشرة
ليونار يرفض عرض الجحود، للمرّة الثانية، لينجو من القتل


ق: قراءة من الأب ياسنت سيمون الدومينيكي
كانت قافلة المسيحيين تُكمل طريقها، وقد عَرفت المصير الذي خُصِّص لها. وصلت شيخان، وهي قرية كرديّة تقع على مسافة ست ساعات من ماردين، حيث أَوقف ممدوح بك القافلة، وبدأ بقراءة فرمانًا إمبراطوريًّا مزعومًا، رُكِّب كالتالي: «إنّ الحكومة الإمبراطوريّة قد غمرتكم بإنعاماتها: حريّة، مساواة، أخوّة، عدل، وظائف هامّة، مراتب شرفيّة؛ ومع ذلك فقد خُنتموها. وبسبب خيانة الوطن العثماني فإنّ حكمًا بالموت قد صدر عليكم جميعًا. مَن منكم يُشهر إسلامه يعود إلى ماردين سالمًا مكرَّمًا. سيتمّ تنفيذ الإعدام فيكم بعد ساعة من الآن. تهيّأوا واتلوا صلاتكم الأخيرة…»
عندها، انتصب سيادة المطران مالويان في وجه شتيمة الخيانة التي وُجِّهت إليه وإلى رفاقه، بالرغم من ضعف قلبه ووهن صحته، ينوء تحت ثقل التعب والحزن، وقام بالواجب الذي تمليه عليه أسقفيّته ومواطنيّته. بصفته الأسقفيّة، رفض الارتداد المقترَح، وبصفته الوطنيّة، أَكَّد إخلاصه لوطنه. وأجاب باسم الجميع، وبإجابته وَقَّع مرسومَ موته وموت رعيّته، لكنّه خَلّد اسمه وأعماله، واسم إخوته في يسوع المسيح وأعمالهم. قال الحبر:
- «نحن بين أيدي الحكومة، أمّا بالنسبة إلى الموت، فسنموت في سبيل يسوع المسيح…»
- «في سبيل يسوع المسيح»، ردّد رفاقه.
ثمّ أردف: «لم نكن قطّ خونة للأمّة العثمانيّة، ولسنا، اليوم، خونة لها. أمّا أن نصبح خونة للدين المسيحي، فذلك مستحيل…»
- «مستحيل»، أعاد رفاقُه القول.
وأضاف الأسقف أخيرًا: «سنموت، ولكنّنا سنموت في سبيل يسوع المسيح».
- «في سبيل يسوع المسيح»، كرّر رفاقُه.

م: لنصلّي
ج: إِقبَلْ يا ربُّ صلاتنا، وأَمِلْ سَمْعَكَ إلى تضرعاتناِ التي نرفعها اليوم، في ذكرى الشهداءِ البواسل، فهم دُرّةٌ في جبين الكنيسةِ وتاريخِ الإنسانيّة. كافِئهم في نعيمِكَ السماويّ خيرَ مكافأة، من أجلِ شجاعتِهم في مَيدانِ الشهادة لكَ، والتضحيةِ بحياتِهم، وٱمنحِ الأوطانَ والشعوبَ أمانَكَ وسلامَكَ. آمين.

م:  تبارك الذي فتح لنا درب الشهادة
ج: فليكن اسمُه مبارَكًا من الآن وإلى الأبد

ترنيمة (لحن: مشيحو نطَريه لعدتخ) 
ربُّنا يسوعُ البار، إبنُ العليِّ الجبّار
إلى حَفلِ عُرسِهِ، نادى الشهدا الأبرار
فلبّوا دعوتَهُ وأَهدَوهُ دَمَهم مِدرار
أبطالاً مجاهدين، ماتوا غيرَ هَيّابين
مَرفوعي الجبين، صابرينَ واثقين
هَلاّ كانت ذِكراهم عيدًا لنا بهجةً في كلِّ حين

م: المرحلة الحادية عشرة
ليونار يحتفل بالذبيحة الإلهيّة ويعطي رفاقه الحلّة الأخيرة


ق: قراءة من الأب ياسنت سيمون الدومينيكي
وأراد الكاثوليكيّون إثبات إيمانهم في لحظات حرّيتهم الأخيرة، فجرى مشهدٌ لا يوصف، وهو شبيه بالمشهد القديم الذي كان فيه الشهداء مجموعين في حلبات روما ينتظرون النمور والفهود. لكنّ المدرّج، هنا، كان أكثر من واسع، والوحوش أكثر من مفترسة، والوِحدة كبيرة جدًّا.
وتحرّك الأسقف والكهنة بين صفوف المؤمنين، وأعطوهم الحلّة الأخيرة، والتعازي الفائقة. ثمّ أخذ الأسقف خبزًا وقدّسه، ووزَّع الكهنةُ أجزاءَه المقدّسة لكلٍّ من المؤمنين. 

م: لنصلّي
ج: أيّها الربُّ يسوع، العروس السماوي الذي دعا إلى وليمة عرسه الأب ليونار الذي اصطبغ بصبغته، وانتَشَى بخَمرته، وبَذل روحه دفاعًا عن كنيسته المقدَّسة والمقدِّسة، واستُشهد لأجل أحبائه وأمانته للإنجيل، أهِّلْنا أن نُحييَ ذِكراه دَومًا، بالفخرِ والفرح، وأَعطِنا آخرةً صالحة، حتى نَبلُغَ السعادةَ الأبديّة، ونسبِّحَكَ ونمجِّدَكَ، إلى الأبد. آمين.
م:  تبارك الذي فتح لنا درب الشهادة
ج: فليكن اسمُه مبارَكًا من الآن وإلى الأبد

م + ج: أبانا الذي في السّماوات...

م: المرحلة الثانية عشرة
ليونار يغطّيه غمام نوري أثناء الصلاة الأخيرة


ق: قراءة من القسّ إسحق أرملة
ولَمّا كان المسيحيون راكعين يناجون الله مولاهم، هبط عليهم غمام نوري غطّاهم أثناء الصلاة، وفاحت في تلك البقعة روائح زكيّة طاب عرفها، وحلا شذاها مما لم يستنشقوا مثلها قط، ولاحت على محياهم أنوار عجيبة باهرة استلفتت أبصار القساة الواقفين، ولكنّها لم تؤثر في أنفسهم لشديد حنقهم واسترسالهم في الخبث. على أنّهم، كما أقرّوا على نفسهم، لم يروا في غابر حياتهم، ولن يروا أيضًا رؤية كذا عجيبة غريبة. ثمّ أنّ المسيحيين وراعيهم وكهنتهم ابتسمت ثغورهم، وعلت سمات الجلال جباههم، وأحسّوا بتجديد قواهم، ورقصت أنفسهم طربًا، وخُيّل لهم أنّهم في نعيم السماء يحبرون، وقد ثملوا بحمّى الغرام نحو فاديهم العطوف الحنون.

م: لنصلّي
ج: إقبل يا ربّ عِطرَ صلواتِنا، رَفَعناها إليكَ في ذكرى شهيدنا ليونار الحبيب. أَعطِنا حُسنَ الشهادة في أعمالنا، وقوّةَ الكفاح في حياتنا، فندعمَ الحقّ، ونسعى من أجل تعزيز كرامة الإنسان وحرّيّته، ونَعملَ على إحلال السّلام والوِئام في مجتمعاتنا، حتّى نؤهَّلَ لمصاف قدّيسيكَ ومُختاريك، ونمجّدَكَ معهم، برفقة شهدائنا، في الملكوت السّماوي، إلى الأبد. آمين.

م:  تبارك الذي فتح لنا درب الشهادة
ج: فليكن اسمُه مبارَكًا من الآن وإلى الأبد

ترنيمة (لحن: باعوت مار افرام)
ألشهداءُ الأبرار مثلُ الأرضِ المشغولة
يُؤتــونَ  عَذبَ  الأثمــار  عندَ  اللّهِ  مقبولــة
نشدو الآبَ صَفْوَ الحبّ في الشهداءِ الأبطالْ
نشدو الابنَ ذاقَ الصَّلب أَذكى في الصَّدرِ الآمال

م: المرحلة الثالثة عشرة
ليونار يُطعن بخنجر في قلبه


ق: قراءة من الأخت مريم الانتقال من الراهبات الفرنسيسيات
لم يكلّف العسكر نفسه استعمال الخرطوش للقضاء على المسيحيين بل كان يضربهم بواسطة دبابيس كبيرة كما يُضرب على اليقطين، وتقع الضربة في كلّ مكان.
وكان سيّدنا المطران مالويان آخر مَن تمّ قتله. لقد قطعوا جسمه إربًا إربًا. أمّا أبينا ليونار المأسوف عليه فقد طُعن بخنجر في قلبه. ثمّ نزعوا عنهم ملابسهم، وعَرَّضوا أجسادهم للشمس نحو خمسة عشر يومًا.
وفي اليوم التالي، عند الظهر، شاهدنا الحبال التي استُعملت لربطهم، وممدوح معها. كلّ شيء انتهى.

م: لنصلّي
ج: أيّها الربّ يسوع، واجب علينا أن نحيي ذكرى الأب ليونار الشهيد الذي أحبّك حتّى الرمق الأخير، وظلّ أمينًا لك ولتعليم كنيستك المقدّسة، وقدّم نفسه من أجلك. أعطنا أن نقتدي به في عيش الإيمان، وقداسة السيرة، وقوّة المغفرة، وأن نتعمّق في الفضائل الإيمانيّة، وتكون عندنا الجهوزيّة الدائمة لعيش المحبّة والخدمة، ونشر السلام. آمين.

م:  تبارك الذي فتح لنا درب الشهادة
ج: فليكن اسمُه مبارَكًا من الآن وإلى الأبد

ترنيمة (لحن: سلوى القلوب)
يا مَن حمَلتُم عارَ الصليبِ قرباناً صِرتُم مثلَ الحبيبِ
بَذلُ الدماءِ أضحى السبيلَ صوبَ السماءِ صارَ الدليلا

م: المرحلة الرابعة عشرة 
ليونار ينال إكليل الشهادة


ق: قراءة من الأب أتال دوسانتيتيان الكبّوشي
كان في هذه القافلة، أحد المرسَلين الممتازين، الأب ليونار البعبداتي الجليل، اللبناني الجنسيّة. كان لم يزل في مركز الإرساليّة في ماردين، وتمّ طرده من مكان إقامته، فحلّ ضيفًا عند أحد المسيحيين البواسل في المدينة، ومعه القندلفت. وسرعان ما أُلقِيَ القبض على الثلاثة، ووَضعوا لهم الأغلال، وسُجنوا مع اثنين من المعلّمين في مدرستنا، وقد لقوا حتفهم جميعًا، فاستحقّوا، عن جدارة، إكليل الشهادة.

م: لنصلّي
ج: أيّها الربّ يسوع، لقد أرسلتنا كالخراف بين الذئاب، وحذرتنا بأنّ العالم سيبغضنا من أجل اسمك. لكنّنا متكلون على وعدك، بأن لا نخاف الذين يقتلون الجسد، ولا قدرة لهم على قتل الرّوح. أعطنا الشجاعة والقوّة لنبقى أمينين لكَ في الأيّام الصعبة، ونكون مستعدين لتأدية شهادة «الحبّ الأعظم»، على ما أكّدته في الإنجيل حين قلت: «ليس لأحد حبّ أعظم من أن يبذلَ نفسه عن أحبّائه».

م:  تبارك الذي فتح لنا درب الشهادة
ج: فليكن اسمُه مبارَكًا من الآن وإلى الأبد

ترنيمة (لحن: هيّا معي من لبنان)
حُيّيتُم يا أشبالُ ! في الأوطانِ ذِكراكم فَوحٌ جَميل
كوفئتُم يا أبطالُ ! نِلتُم عند الربِّ أعظـمَ إكلـيـل
هللويا مجدًا جزيل

تحميل نسخة PDF 


 
شارك:
Facebook
تويتر
إطبع
Go To Top
انتقل إلى أعلى الصفحة
الفصل السابق

البابا فرنسيس والرئيس عون

البابا فرنسيس والرئيس عون

Previous Chapter
الفصل التالي

درب الشهيد توما

درب الشهيد توما

Next Chapter
Print
Go To Top
متابعة القراءة
...ومرّة أخرى، يـَـتـلـطَّـخ الثوب الفرنسيسي بدم الشهداء...
LeonardMelki
© فارس ملكي 2013