إستشهاده
  |  
مراسلات الأب توما صالح
Cross

إلى الأب العام ١٩١١

في تقريره السنويّ الذي كتبه بالإيطاليّة، وأرسله إلى الأب العامّ باتشيڤيكو من سيدجانو ، في روما، يتكلّم الأب توما عن خدمته في المدرسة التي تضمّ  مئة وعشرين طالبًا من «المنشقين»، وعن الرهبنة الثالثة، ويسأل الأب العام إذا كان هناك من مانع لقبولهم في الكنيسة الكاثوليكية، فيقول:


ديار بكر، في ١٨ كانون الأوّل ١٩١١

حضرة الأب العامّ الجزيل الاحترام

جئت لأقدّم لكم تهانيّ بمناسبة الأعياد الميلاديّة المقدّسة والسعيدة. ومع اقتراب رأس السنة، أفرح وأسارع لأتمنّى لكم سنة جديدة. ليفض عليكم إله الرحمة عطاياه الثمينة ونعمه، من أجل الخير في رهبنتنا. تقبّلوا، أبتِ الجزيل الاحترام، عربون عواطفي وأمنياتي الصادقة.

من سنة لأخرى، أكتب لكم بضعة أسطر لأُعلن لكم وأؤكّد ثباتي ابنًا غير مستحقّ لمار فرنسيس، ولأبوّتكم الجزيلة الاحترام، ولأنقل إليكم بعض الأخبار، وتقريرًا صغيرًا عن نشاطاتي. 

ها أنا في ديار بكر، منذ سنة، حيث أرسلتني «الطاعة». لا شكّ أنّكم تعرفون أنّ الشعب في ديار بكر يستعمل ثلاث لغات، بشكلٍ عامّ. أمّا أنا، فإنّني أتدبّر أمري بلغتين منهم: العربيّة والتركيّة.
في زمن الحرب هذا، وضعنا دقيق، ومن الصعب تحديده. لا نعرف ما ينتظرنا، ولا ما تحضره لنا العناية الإلهيّة. لتتمّ مشيئته المقدّسة.

أمضي وقتي هنا بإعطاء الدروس، ونظارة الأولاد. لقد أنشأنا فرعًا جديدًا للرهبنة الثالثة، بمناسبة عيد أبينا الساروفيمي القدّيس فرنسيس، وألبسنا ثوب الابتداء لحوالي عشرين شخصًا. وهكذا أيضًا، في عيد الحبل بها بلا دنس، ألبسنا الثوب لحوالي أربعين شخصًا، من يد الأب آنج المحترم، رئيس الإرساليّة. إنّنا نرجو، لا بل لدينا ثقة تامّة، بأنّ الربّ سيبارك هذا القطيع الصغير، وينمّيه بنعمته الإلهيّة، لكي يرفع من شأن المجتمع، ويكون الخمير المنقذ له، فيجدّده، ويقدّسه وفقًا لطبيعة الرهبنة الثالثة وروحها.
نحن بأمسّ الحاجة، هنا، إلى هذه المؤسّسة ذات الهدف الثابت، القائم على تقديس أعضائها، وتوقهم للكمال. كان وجود الرهبنة ضروريًّا، بخاصّة في ديار بكر،  لأنّ التقوى والفضائل المسيحيّة الأخرى تراجعت. أعطيهم محاضرة صغيرة، مرّة واحدة في الشهر.

إنّي أضع نفسي تحت سقف العناية الإلهيّة ومساعدتها، وأسلّمها إلى صلوات أبوّتكم الجزيلة الاحترام.

إبنكم المخلص

الأخ توما البعبداتي الكبّوشي

ملاحظة: يوجد لدينا حاليًّا مائة وعشرون تلميذًا في مدرسة الصبيان، معظمهم، أي أكثر من الثلثين، هم من المنشقّين. أسألكم السؤال التالي: هل من الممكن قبول أحد الطلاب المنشقّين، والراغبين باعتناق الإيمان الكاثوليكي، إذا تراوح عمره بين العشر سنوات والستّ عشرة سنة، وذلك بموافقة والديه الخطيّة، أو بدونها؟ هل هنالك تعليمات أو قرارات صادرة عن روما، تحظّر قبول الشبّان المنشقّين في حضن الكنيسة المقدّسة، خلال مدّة دراستهم؟ وفي هذه الحال، ما العمل؟ كيف يجب علينا التصرّف إذا طلب أحدهم الانضمام إلى الإيمان الكاثوليكي؟ أرجو من أبوّتكم الجزيل الاحترام إعلامي بما نستطيع أو يجب فعله. قد نواجه مثل هذه الحالة أيضًا في مدرسة البنات... 

التقرير بخط يد الأب توما
شارك:
Facebook
تويتر
إطبع
Go To Top
انتقل إلى أعلى الصفحة
الفصل السابق

إلى الأب العام ١٩١٠

إلى الأب العام ١٩١٠

Previous Chapter
الفصل التالي

إلى الأب العام ١٩١٢

إلى الأب العام ١٩١٢

Next Chapter
Go To Top
متابعة القراءة
...ومرّة أخرى، يـَـتـلـطَّـخ الثوب الفرنسيسي بدم الشهداء...
LeonardMelki
© فارس ملكي 2013