أَرسل الأب توما بطاقة بريديّة إلى أمّه وإخوته في بعبدات، على عنوان أخيه جبرايل، لأنّ أباه كان قد مات، يخبرهم فيها عن وضعه مع بدء الحرب العالميّة الأولى، معلنًا ثقته بحماية الربّ. إنّها الرسالة الأخيرة الموجودة لدينا، والوحيدة المكتوبة باللغة العربيّة، ننقلها كما هي، بحسب الأسلوب والإملاء الوارد فيها:
ديار بكر، في ٤ تشرين الثاني ١٩١٤
أمّي وإخوتي الاعزاء دامهم المولى
بعد تقديم واجباتي لشخصكم الكريم والتماس صالح رضاكم اقول أن من مدة قصيرة قد وجّهت لكم تحرير طويل وعريض وأخبرتكم عن ما لزم افادته ثم عمّا طلبتوه مني مفصلاً وامّا الآن في هذا الزمان التعيس الذي به مملكة قامة على مملكة وملة على اختها واخيرًا هذه المعركة والقال قد جزبوه اليهم الدولة العثمانية ودخلت في المحاربة وصار لها خمسة ايام.
لحد الآن الحمد والشكر للرب العالمين الذي بيده الموت والحيوة
1 ما صار علينا تعدّي ولذلك كتبت لكم هذه الورقة الكرت حتى اطمنكم عني. حقيقةً انا موجود وحدي امّا رجائي واملي في الذي ينتكل عليه. وهو الذي سيدبّر ما يشيء ويعمل ما يشتهي حسب ظني الخوف هو على الجميع عليكم وعليَّ لكن ما افادة اشغال الفكر اذ ما في شعره تقع من راسنا بدون ارادته تعالى؟
قناصلة دياربكر سافرت بعد اعلان الحرب امّا تابعين فرنسه وانكلتره قد وُضعوا تحت حماية امريكا والمسقوفي
2 تحت حماية ايطاليا. فليتحنن الله ال
رحو م على عبّاده. اخيراً غايتي بهذه الورقة هي حتى اطمنكم عني بحيث فكركم هو عندي كما فكري هو عندكم.
حيوتي من عند اللّه وهو يقدر يأخذها متى يشيء سلامي الى جميع من يسأل عني ودمتي الى ابنك واخوته.
1 أي الحياة
2 أي سكان موسكو أو الروس
البطاقة البريديّة