في تقريره السنويّ إلى الأب العامّ في روما، يخبر الأب ليونار رئيسه عن بداية رسالته في أورفا مع الأب توما، ثمّ انتقالهما إلى مركز ماردين حيث قام رئيس المركز، الأب دانيال دومانوبيللو، بتعيينه مديرًا للمدرسة، ومرشدًا لرهبنة مار فرنسيس الثالثة للعلمانيين.
ماردين، في 11/12/1906
حضرة الأب العامّ الجزيل الاحترام
بعد الحصول على موافقة أبوّتكم الموقرة للذهاب إلى بلاد ما بين النهرين، توجّهتُ فورًا من بودجَه إلى لبنان، حيث قضيتُ بعض الوقت بين الأهل والأصدقاء الأعزاء، بناءً على أوامر الأب لينو 1 . ومن هناك، إلتحقتُ مباشرةً برسالتي.
عند وصولي إلى مقرّ إرساليّتنا الرئيسيّة في أورفا، أَمَرني الأب المدبّر بالمكوث هناك، ريثما يتمّ تحديد وجهتي. بعد حوالي شهر، أُمِرتُ بالتوجّه إلى ماردين. خَضَعتُ للأمر، وشكرتُ الربّ.
وصلتُ إلى ماردين في أوائل شهر أيلول، بعد رحلةٍ طويلةٍ ومتعبة. وتمكّنتُ من مباشرة خدمتي المقدّسة فورًا، بفضل معرفتي اللغة العربيّة. أَوكَلَ إليّ الأب المدبّر الجليل القيام بالأعمال التالية: إرشاد الرهبنة الثالثة المزدهرة جدًّا والتي كَـثُـر عديد أعضائها؛ إرشاد جمعيّة «جوقة الشرف للقلب الأقدس» 2 ؛ إدارة مدرستنا الكبيرة، وتدريس اللغة الفرنسيّة والموسيقى؛ وكان من واجباتي أن أقدّم حديثين، شهريًّا، إلى الجماعتين المذكورتين. كما أنّي أقوم بالوعظ في الكنيسة، من وقتٍ إلى آخَر. هنالك أيضًا الاعترافات الكثيرة، بسبب وفرة الكاثوليك الشرقيّين الذين يفضّلون كنيستنا على كنيستهم. إنّي كثير الانشغال، ومع ذلك، فأنا مسرورٌ جدًّا وأنعم بصحّةٍ جيّدة.
هذا هو، بٱختصار، وضعي الحاليّ، أبتِ الجزيل الاحترام. معي، أيضًا، الأب دانيال، رئيس الدير، ورفيقي، الأب توما.
أخيرًا، أبتِ الجزيل الاحترام، تَفضّلوا بقبول تهانيّ الحارّة والصادقة، بالسنة الجديدة. أتقدّم منكم سائلاً، بٱتّضاع، بركتكم المقدّسة.
إبنكم الوضيع
الأخ ليونار البعبداتيّ ، مُرسَل كبّوشيّ
1 هو الأب لينو دوستيرزينغ (مدينة في شماليّ شرقيّ إيطاليا)، عميد معهد الدروس في بودجه .
2 جوقة الشرف هي أخويّة تكريم قلب يسوع، يكرّس أعضاؤها ساعة، كلّ يوم، مداورةً فيما بينهم، لتلاوة الصلوات لقلب يسوع الأقدس.
التقرير بخط يد الأب ليونار