في رسالة خاصّة إلى الأب العامّ في روما، مرفقة برسالة توصية من رئيس الإرساليّة في أورفا ، يلحّ الأب ليونار على الأب العامّ كي يمنحه الإذن للراحة في لبنان بعد أن أصبح الوجع في رأسه لا يُطاق.
رسالة الأب ليونار إلى الأب العام في روما
معمورة العزيز، في 29/4/1911
أبتِ الجزيل الاحترام
أخبرتك في رسالتي الأخيرة لك، في مناسبة رأس السنة، عن الألم الشديد المتواصل الذي أعاني منه في رأسي، منذ سنة كاملة، والذي يمنعني حتّى عن تلاوة صلاة الفرض الإلهي، ولغاية اليوم، لم تُجدني جميع الأدوية نفعًا.
وما زلت، في الوقت الحاضر، أيضًا، أتألّم كما في الماضي، وما عدت أعرف ما العمل. توقّف الطبيب عن إعطائي أيّ دواء، وهو يكتفي بأن يُشير عليّ بالراحة الذهنيّة التامّة، والترفيه والنزهات إلخ… ويطلب منّي السفر إلى لبنان، مسقط رأسي. وبما أنّي أرغب في استعادة صحّتي بأسرع وقت، عرضتُ الأمر على حضرة الأب آنج، رئيس هذه الإرساليّة، الذي لم يبدِ أيّ معارضة، وطلب منّي مراسلة أبوّتكم المحترمة. هو أيضًا، سيكتب لكم بهذا الخصوص.
أبتِ الجزيل الاحترام، أرجو منك التكرّم بإعطائي الإذن بالسفر، وأنا آمل بأنّ هواء بلدي لبنان قد يفيدني، فأتعافى وأعود إلى نشاطاتي في الخدمة المقدّسة. إنّي أتألّم كثيرًا وأنا على هذه الحالة من الجمود. لذلك أرغب في اللجوء إلى هذه المحاولة الأخيرة، آملاً أن أستعيد قواي.
لا شكّ أنّك عرفتَ بأمر الكارثة الكبيرة التي حلّت بنا، هذه السنة، أعني الحريق الذي دمَّر مدرستنا بالكامل. لذا، لا لزوم لتكرار تلك الأخبار المحزنة. سلمت الكنيسة، والحمد للّه، وهذا خفَّف عنّا مرارة الوضع الذي نحن فيه الآن.
ختامًا، أطلب بركتكم المقدّسة، وأنا على ثقة بأنّ طلبي سيستجاب. أشكرك سلفًا، وأعلن عن نفسي، أمام أبوّتكم الموقّرة، إبن القدّيس فرنسيس الأكثر ضعة.
الأخ ليونار البعبداتيّ، مُرسَل كبّوشيّ
رسالة رئيس الإرساليّة في أورفا إلى الأب العام في روما
معمورة العزيز، في 25/4/1911
أبتِ الجزيل الاحترام
إنّ الأب ليونار البعبداتي يطلب من أبوّتكم الموقرة منحه عطلة لأسباب صحّيّة. أرجو أن يكون له هواء بلده الأمّ أكثر نفعًا من جميع الأدوية. إنّ الوهن العصبيّ عند الأب ليونار هو مرض عقلي ونفسي. أنا قلق من وضعه هذا الذي لا يمكّنه من ممارسة أيّ عمل، ولا من تلاوة فرضه، وأحيانًا من الاحتفال بالقدّاس.
من أبوّتكم الموقرة، الإبن المطيع
الأخ آنج
الرسالة إلى الأب العام بخط يد الأب ليونار، ورسالة التوصية المرفقة بخط يد الأب آنج دوكلاميسي