حياته
Cross

الكويكرز في بعبدات

 

1 بعبدات تنقسم بين زعامتين * 

بعد أن نمت العائلات البعبداتيّة في القرن التاسع عشر، ظهرت الزعامات في العائلة اللبكيّة الأكثر عددًا، والأقدر اقتصاديًّا، فكان أن تزعَّم بيتان من أسرة اللبكي هما: بيت سمعان لبكي، وبيت لحود لبكي، وكلاهما أقرباء ومن أسرة واحدة وفرع واحد هو فرع مخايل لبكي، استقطبا كلّ عائلات القرية التي انقسمت إلى مؤيّدين ومعارضين لهذه الجهة أو تلك. وفيما يلي عرض لأوضاع البيتين البعبداتيين المتزعمين.

 

2 أسباب الانقسام البعبداتي بين بيت سمعان لبكي وبيت لحود لبكي


- بيت سمعان لبكي
برز هذا البيت في مجال الفكر والثقافة والسياسة والإدارة. تولّى سمعان غطاس لبكي مسؤوليّات كبيرة في قائمقاميّة النصارى في جبل لبنان، ثمّ في عهد المتصرّفيّة حيث عُيّن عن موارنة المتن في مجلس الإدارة الكبير. عُرف بتقواه وبمشاركته في القدّاس اليومي، وإنشاده الألحان الطقسيّة، وبتناوله القربان المقدّس، وبتلاوة السبحة كلّ مساء أمام صورة العذراء.
أمّا ابنه غطّاس فقد وضع كتاب التدريس لقواعد اللغة الفرنسيّة مشروحة بالعربيّة، وتبنته مدرسة الحكمة وغيرها من المدارس. عهد إليه المتصرّف داود باشا بإدارة المدرسة الداوديّة في قرية عْبَيه، ورقّاه المتصرّف رستم باشا إلى رئاسة القلم العربي.
ولسمعان لبكي ثلاثة أولاد آخرون هم: فارس الذي شغل مأموريّة سجن برمانا؛ وكسروان الذي شغل رئاسة كتّاب قضاء المتن؛ وميلاد الذي عمل في معمل حرير، وتملّك طاحونة في القرية. وكان كسروان وأخوه ميلاد يتدخلان في سياسة القرية، ويتزعمان فريقًا من أهاليها.

- بيت لحود لبكي
تألّق نجم هذا البيت بفضل الجدّ الياس لحود ومعاونة أولاده: ناصيف وسليم وجرجس، وذلك بعد دخولهم عالم تجارة الحرير، وإنشاء الكراخين، وتربية دود القزّ، فأُطلق عليهم لقب “خواجات”.
أخذت عائلة لحود تتقرّب من السلطات الروحيّة والزمنيّة، بخاصّة البطريرك الماروني، ومطران بيروت، يوسف الدبس، وقدّمت تقديرًا ودعمًا ومساندة لهما، فبادلتها السلطات الدعم في مواقفها الدينيّة والسياسيّة، وأمّنت لها بعض الامتيازات، ما جعلها تهيمن على سائر أهل القرية الذين كانوا يلجأون إليها يتوسّلون الخدمات. انقسم البعبداتيّون إلى فريقين سياسيين: فريق أوّل يناصر آل لحود (لبكي)، وفريق ثان يناصر آل سمعان (لبكي)، وكذلك انقسم خوارنة الرعيّة إلى فريقين، وتفاقم الخلاف السياسي المحلّي والاقتصادي والاجتماعي وأُضيف عليه خلافًا مع السلطات الدينيّة العليا. على أثر هذا الولاء للبيتين النافذين، أصبح كلّ شأن بعبداتي يُصوَّر وكأنّه خلاف بين هذين البيتين، فتحوّلت القضايا القرويّة التي تتعلّق بمياه العرعار، وبلاطة كنيسة السيّدة، والمدافن العموميّة والخاصّة، وشيخ القرية، والوقف، إلى محطّات تحدّ وتحدّ مضاد، ومحكّ للنفوذ والقدرة. وفيما يلي عرض موجز لتلك المشاكل التي كانت وراء انقسام البعبداتيين في أواخر القرن التاسع عشر.

 

أ- نبع العرعار: الوجه الاقتصادي والمدني في الخلاف
شكّل نبع العرعار الواقع في أعلى القرية مصدرًا أساسيًّا للمياه التي كانت تتوزّع، حتّى مطلع القرن التاسع عشر، على الأرزاق أي الأملاك، بحسب النظام الشائع والمعروف في مختلف أنحاء لبنان.
لكنّ أحداثًا وظروفًا وقعت في بعبدات غيّرت الحال، وتبدّلت معها القاعدة العامّة، فتبنّى البعبداتيّون قاعدة جديدة لتوزيع المياه على الأرزاق والأعناق معًا تركت أثرًا طيّبًا في نفوسهم، وعزّزت اتفاقهم، واستمرّ العمل فيها حوالي 65 عامًا إلى أن جرت محاولة نقض تلك القاعدة، من قبل آل لحود، بعد أن ازدادت أملاكهم بشكل واسع، ومعامل الحرير خاصّتهم تتطلّب كميّة كبيرة من المياه، فيما أعناقهم لم تتجاوز الأربعة.
انقسم البعبداتيّون حول هذا الطلب إلى فئتين متعارضتين: الأولى أيّدت مشروع آل لحود وناصرته، والثانية عارضته وأيّدت آل سمعان.

ب- البلاطة المرفوعة على باب كنيسة السيّدة الجنوبي
مع ازدياد عدد السكان في بعبدات، وعدم قدرة كنيسة مار جريس استيعاب الجميع، قرّر البعبداتيّون بناء كنيسة جديدة كرّسوها على اسم العذراء مريم العام 1855.
وكما كانت العادة، وُضعت بلاطة التأريخ على باب الكنيسة الجنوبي، نُقش عليها بيتان من الشعر يعبّران عن فضل الجماعة التي اعتنت بالبناء، من دون تفضيل وتفرقة وتمييز لبعبداتيّ على آخر.
استاء آل لحود من محتوى الأبيات لأنّها لم تذكر جدّهم لحّود بالاسم، ولم تميّزه عن عامّة الناس، وهو كان وكيلاً للوقف ومشرفًا على الأعمال، فقاموا باستبدال البلاطة التي مرّ على وضعها خمسة وعشرين عامًا ببلاطة جديدة ونقش جديد يبيّن “مسعى الشهم لحود” في بناء الكنيسة.
اعترض الأهلون وقامت مجموعة من الشباب الغاضب إلى كسر البلاطة الجديدة، فاستبدلها آل لحود بأخرى، وهكذا دواليك ثلاثة مرّات: بعد وضعها مباشرة، وفي العام 1888، وفي العام 1891.
بقيت بلاطة آل لحود مكانها فوق باب الكنيسة الجنوبي، وبقي التحدّي والقهر في نفوس الأهلين منتظرين الفرصة المناسبة لردّ الصاع صاعَين.

ج- المدافن العموميّة والخاصّة في جوار كنيسة مار جرجس
أنشأ البعبداتيّون مقابر عموميّة في جوار كنيسة مار جرجس. وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، أُنشئت مقبرتان خاصّتان، الأولى لأسرة الياس لحود، والثانية لأسرة جريس أنطون لبكي.
لم يكن لآل سمعان مقبرة خاصّة بهم، فقاموا بالمطالبة إلى إزالة المقابر العموميّة التي تتسرّب منها روائح كريهة، وبالتالي صارت مضرّة بالصحّة العامّة. وإذا أُزيلت المقابر العموميّة، تُزال حكمًا المقابر الخاصّة، فيسجّل آل سمعان ومناصروهم هدفًا على آل لحود، يصيبون به مَن أعطاهم الإذن ببناء تلك المقبرة، أي المطران يوسف الدبس، لأنّهم رأوا فيه راعيًا انحاز إلى فريق وأهمل الفريق الآخر.
صار كلّ فريق يهوّل على الفريق الآخر، فاتّهم آل لحود خصومهم بفتح المقبرة الخاصّة، وكسر الصليب المرفوع فوقها، و”جناطيس” الزهور، ما أدّى إلى إلقاء القبض على المتهمين وسجنهم أكثر من اثني عشر يومًا.
زادت هذه الحادثة من حالة التشنّج السائدة في القرية، وصار كلّ فريق يتربّص بالفريق الآخر للإيقاع به والانتقام منه.

د- إقالة شيخ القرية
أدّت هذه المشاكل السابقة إلى طلب الأهالي إقالة شيخ القرية جريس لحود، موزّع الأموال الأميريّة، واتهموه بالتلاعب بها، واستفادته منها بطريقة غير مشروعة. وتقدّموا بدعوى ضدّه، بواسطة محاميهم، إلى متصرفيّة جبل لبنان.
صدر الحكم في 29 شباط 1892 “بردّ دعوى بعض أهالي بعبدات، وتبرئة ساحة الشيخ من كلّ ما نُسب إليه”.
عُدَّ هذا الحكم انتصارًا لحوديًّا بامتياز، ما جعل آل لحود يتشاوفون ويتجبّرون، وخصومهم يتحيّنون الفرص لضرب نفوذهم وسلطتهم.

هـ - مشكلة الوقف
أُنيطت وكالة الوقف بسليم لحود منذ العام 1881 وسارت معه الأمور سيرًا مقبولاً حوالي ثماني سنوات. وما إن تأزمت الأحوال في المواضيع السابقة الذكر حتّى أصبحت قضيّة الوقف في صلب النزاعات الجارية، وطالب الفريق المناوئ لآل لحود إزاحة وكيل الوقف، وقدمّوا شكواهم إلى المطران يوسف الدبس. ردّ اللحوديّون على الشكوى بتجنيد فريق مؤلّف من 106 أشخاص يمثّلون مختلف العائلات البعبداتيّة، رفع عريضة إلى المطران يصرّون فيها على إبقاء سليم لحود وكيلاً للوقف.
لم يتمكن المطران الدبس من تهدئة الخواطر، فلجأ المعارضون إلى البطريرك يوحنا الحاج الذي تدخّل لدى المطران الدبس من دون جدوى. فما كان من الأهالي الناقمين سوى التوجّه إلى القصادة الرسوليّة، آملين منها التدخل لدى السلطات المارونيّة وتلبية مطالبهم المحقّة، ما سيفتح بابًا جديدًا في الصراع المستمرّ.

3 قطع الأمل من السلطات المارونيّة واللجوء إلى القصادة الرسوليّة

تقدّم البعبداتيّون الناقمون بطلب إلى القاصد الرسولي غاودنسيو بو نفيلي ي يطلبون فيه أن يصير اتّخاذهم لاتينًا، و “تعيين مَن يلزم لإقامة فروض العبادة في الكنيسة المقدّسة”، قافلين طريق التفاهم مع المطران الدبس والبطريرك الحاج. فشلت الاتصالات، ولم تحقّق القصادة مطالب المراجعين، فقرّروا الانتقال إلى البروتستانتيّة، بعد أن قيل لهم بأنّ القصادة “لا تقبل الكاثوليك بل تقبل المنشقين أو البروتستانت”، فأوحي لهم بما يجب عمله للوصول إلى غاياتهم، متجاوزين المطرانيّة والبطريركيّة والقصادة الرسوليّة.

 

4 الكويكرز في بعبدات

بناء على النصيحة السابقة الذكر توجّه بعض أبناء بعبدات إلى برمانا، وتباحثوا مع رئيس جمعيّة الكويكرز، القسّ تيوفيلُس ڤالدماير، وقاموا بالتوقيع على بعض الشروط التي طلبها منهم الراعي البروتستانتي.
القسّ تيوفيلُس فالدماير
القسّ تيوفيلُس فالدماير


وبنتيجة المفاوضات، قصد ڤالدماير بعبدات يوم الأحد الواقع فيه 28 شباط 1892 واجتمع مع قسم كبير من الأهلين، وسجّل أسماءهم، وأقام الصلاة، ووعظهم، ووعدهم بإرسال معلّم ومعلّمة.
هدّد المطران الدبس باستخدام سلطاته الكنسيّة مرّتين بإشهار الحرم على الذين التحقوا بالكويكرز، لكنّه لم ينفذه، وقد أصبحوا تلقائيًّا محرومين، بمجرّد خروجهم عن الكنيسة الكاثوليكيّة.

فتح الكويكرز مدرسة في بعبدات، وكان ڤالدماير يزور القرية كلّ يوم أحد بصحبة أحد المعاونين الذين يتقنون العربيّة، بغية الصلاة وشرح الآيات الإنجيليّة بالطريقة البروتستانتيّة. وانضمّت عائلات برمّتها إلى الكويكرز، يتابعون الصلوات والتعاليم في منازل مختلفة من القرية. وبنتيجة الأمر، تمّ انتخاب مختار مستقلّ لكويكرز بعبدات، وتعيين مأمور من قبل الحكومة لجباية الضرائب منهم، والتخلّص من سلطة المطران الدبس الطاغية، وفتح مدرسة عادت لهم باستفادة ماديّة جرّاء تأجير البيوت ودفع رواتب المعلّمين.

5 الحلّ النهائي: قبول البعبداتيين الكويكرز في الطقس اللاتيني

لم يهضم البعبداتيّون الكويكرز الطقس البروتستانتي، لا فكريًّا، ولا روحيًّا، إذ لولا التحديات التي فَرضت عليهم اتخاذ مواقف متطرّفة لما أقدموا على تبنّي تعاليم لا تتناسب مع تقاليدهم المارونيّة. ثمّ أتت الوساطات العديدة من مطارنة ورؤساء عامّين وكهنة محنكين وآباء يسوعيين وأشخاص علمانيين مع البعبداتيين كي يبقوا في الكنيسة الكاثوليكيّة. ثمّ أنّ الكويكرز لم يتمكنوا من تأمين وظائف عالية في الدولة كما وعدوا اللاجئين إليهم.

كلّ هذه الأسباب، إضافة إلى تدخل مجمع نشر الإيمان المقدّس في روما، بعد أن وجّه المعترضون رسالة شكوى إلى الحبر الأعظم ضدّ ممارسات المطران الدبس بحقّهم، ونتيجة للاتصالات المكثفة الجارية، ارتأى الأب الأقدس اتّخاذ القرار المناسب، والطلب من القاصد الرسولي تنفيذه، ألا وهو السماح لهم بالانتقال إلى الطقس اللاتيني “بما أنّه لم تتوافر طريقة أخرى لتخليص نفوسهم”. وهكذا قام القاصد الرسولي بتبليغ الأمر إلى السلطات المارونيّة وإلى البعبداتيين مقدّمي الطلب، وباشر فورًا السعي إلى تأمين كاهن من المرسَلين اللاتين للقيام بشؤون رعيّتهم الناشئة، مؤكّدًا “أنّ أمر قداسة البابا لم يكن مرسومًا أمر فيه أنّ موارنة بعبدات الذين أصبحوا بروتستانت أصبحوا لاتينًا، بل هو إذن بسيط يسمح لهم بأن يصبحوا موارنة من جديد عندما يريدون… لأنّ غاية الأب الأقدس وهدفه الأوحد كان انتزاعهم من البروتستانتيّة فقط، وليس ليتنتهم، ويرغب في رجوعهم إلى المارونيّة”.

 

ومع هذا الحلّ الذي رحّب به البعبداتيّون، انسحب الكويكرز من بعبدات، وتلاشت أحلامهم التوسعيّة، بعد أن كانوا قد خدموا فيها أحد عشر شهرًا، بدأت في 28 شباط 1892 وانتهت في 5 كانون الثاني 1893، مع مجيء الرهبان الكبّوشيين للاهتمام بهم.

6 الكبّوشيّون يستلمون الرعيّة اللاتينيّة الناشئة

كلّف القاصد الرسولي الأب أندره دوليونيسّا، آخر رئيس لدير الآباء الكبّوشيين في صليما المجاورة، بالانتقال إلى بعبدات لكي يُصالح “المنشقّين” مع الكنيسة، وفق الأصول المتبعة، ويتابع الاهتمام بأمورهم الروحيّة حسب الطقس اللاتيني. انصاع الكبّوشيّون على مضض لهذه الأوامر الصادرة من روما، وقد عبّر رئيسهم عن ذلك قائلاً: “إنّه يوم أسود”، إذ، منذ حلولهم في لبنان العام 1626 لم يسعَ الكبّوشيّون أبدًا إلى قيام رعيّة لاتينيّة، بل عملوا جنبًا إلى جنب مع الموارنة والمسيحيين الشرقيين، محترمين عاداتهم وطقوسهم، ومحاولين مساعدتهم على الارتقاء إلى درجة أعلى من الثقافة المسيحيّة والإنسانيّة. إنّ قبولهم بالرعيّة اللاتينيّة سوف يعرّض علاقاتهم مع الإكليروس الشرقي للاهتزاز، إذ سيرون فيهم منافسين لهم، وليس معاونين.

ومع هذا، في عيد الغطاس الواقع فيه 6 كانون الثاني 1893، احتفل الكاهن الكبّوشي بالذبيحة الإلهيّة في كنيسة مار جريس المارونيّة، بحضور عدد كبير من الكويكرز البعبداتيين، وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، قرأ رسالة القاصد الرسولي، ثمّ حلّ المنشقّين من الحرم حسب كتاب الرتب، واستمع إلى اعترافات المؤمنين الجدد، وناولهم القربان المقدّس، ومنحهم البركة الرسوليّة.

وبما أنّ جميع البعبداتيين الكويكرز لم يتمكّنوا من حضور احتفال الارتداد إلى الكثلكة يوم عيد الغطاس، بسبب أعمالهم في النسيج، تكرّر الاحتفال الأحد التالي الواقع فيه 8 كانون الثاني، وحضره خلق كثير ازدحمت بهم الكنيسة وضاقت. وبعد الاحتفالات والاجتماعات الأوليّة، انتقل الأب أندره إلى مرحلة التنظيم، وضبط الأمور، وإحصاء أتباع المذهب الجديد، ومواجهة جميع الإشكالات الحاصلة مع البعبداتيين الموارنة وآل لحود. وبعد فترة من الزمن، ثبّت الكبّوشيّون أقدامهم في بعبدات، وصارت لهم وللاتين كنيسة خاصّة بهم على اسم القدّيس انطونيوس البادواني، فانجذب إليهم الشباب البعبداتي، وبدأوا يحصدون الدعوات، فالتحق بهم ستة شباب بعبداتيين، في تلك الفترة، كان يوسف حبيب ملكي [ليونار] واحدًا منهم.

 

7 موقف حبيب ملكي، والد الأب ليونار، من الأحداث

كانت مصلحة حبيب ملكي تقضي بأن ينضمّ إلى الفريق المناوئ لآل لحود بسبب عائلته الكبيرة: هو وزوجته وأحد عشر ولدًا، الذين يستفيدون من توزيع مياه العرعار على الأعناق الكثيرة والأرزاق القليلة. ورد اسم حبيب عويس وعائلته على الصفحة الرابعة من تواقيع العائلات البعبداتيّة الطالبة الانتقال إلى الطقس اللاتيني.

لم يكن يوسف [ليونار] ليتابع مجريات الأحداث ويفهمها نظرًا لصغر سنّه، لكنّه سار على خطى والديه. وما من شكّ أنّه حضر بعض الاجتماعات التي كان يقيمها القسّ ڤالدماير، وربّما تابع الدروس في مدرسته. وفي كلّ الأحوال، ترك الكويكرز وانضمّ إلى الطقس اللاتيني مع مجيء الأب أندره دوليونيسّا إلى بعبدات في 5 كانون الثاني 1893.
____________________
* إنّ هذا الفصل مقتبس بالكامل من كتاب الدكتور جوزف أنطون لبكي بعنوان: بعبدات بين المارونيّة والبروتستانتيّة واللاتينيّة 1890-1920، دار كُمبيوتايب للنشر، بعبدات، 2013.

 

شارك:
Facebook
تويتر
إطبع
Go To Top
انتقل إلى أعلى الصفحة
الفصل السابق

المدرسة الابتدائية

المدرسة الابتدائية

Previous Chapter
الفصل التالي

عند الكبوشيين

عند الكبوشيين

Next Chapter
Go To Top
متابعة القراءة
...ومرّة أخرى، يـَـتـلـطَّـخ الثوب الفرنسيسي بدم الشهداء...
LeonardMelki
© فارس ملكي 2013