شهادة ليونار رسالة لعصرنا

إنّ الجريمة التي ارتكبتها تركيا، في نظر العالم المتحضّر، هي جريمة ضدّ الإنسانيّة، إذ كيف يمكنها تبرير القتل الذي قامت به بحقّ مليون وخمسمئة ألف مسيحي؟

ربّما ارتُكبت بعض المجازر المحدودة في العالم، عندما يُطلق شعب ما العنان لغرائزه الحيوانيّة، فيبدأ بالقتل والنهب والاغتصاب. لكنّ هذه الحالة لا تنطبق على ما قامت به تركيا، لأنّ الدولة ذاتها هي التي كانت تُلقي القبض، وتُعذّب، وتُنفّذ كلّ تلك الفظائع. بالنسبة إلى ماردين، قام رجال الشرطة والعسكر والولاة بصبّ جام غضبهم على المسيحيين، بطريقة لا تخلو من الساديّة. ما حصل فيها لم يكن مجزرة فقط، بل أكثر من ذلك، إنّها عمليّة إبادة جماعيّة مدروسة، ومخطّط لها، نُفّذت بدم بارد من قبل السلطات الحكوميّة. وهذا أمرٌ واضح جدًّا، اقتنع به الرأي العامّ العالمي، واعترفت به أكثر من 20 دولة بما فيها فرنسا في العام 2001، خدمة للحقيقة والإنسانيّة جمعاء.

أمام هذا الوضع، ما الذي فعلته الكنيسة؟

قامت الكنيسة الأرمنيّة الأرثوذكسيّة بإعلان استشهاد جميع مؤمنيها دفعة واحدة، واختارت الرابع والعشرين من نيسان للاحتفال بذكرى المذابح، وهو اليوم الذي اعتقلت فيه السلطات التركيّة المثقفين والأعيان الأرمن في استنبول.

أمّا الكنيسة الأرمنيّة الكاثوليكيّة فقد توقّفت عند حالة المطران إغناطيوس مالويان، رئيس أساقفة ماردين، وقامت بتقديم دعوى تطويبه إلى مجمع دعوى القدّيسين، حسب ما تقتضيه الأصول المعمول بها في الكنيسة الكاثوليكيّة. فتمّ إعلانه طوباويًّا في بازيليك القدّيس بطرس في الڤاتيكان، في 7 تشرين الأوّل 2001، في إطار الاحتفالات بالذكرى المئوية السابعة عشرة لإعلان الدين المسيحي دينًا رسميًّا لدولة أرمينيا.

وبالنسبة إلى الأب ليونار ملكي، ليس لدينا أيّ شكّ في أنّ الكنيسة الكاثوليكيّة سوف تفرح بإعلانه طوباويًّا، ما أن تنتهي مراحل الدعوى المقدّمة إلى مجمع دعوى القدّيسين، بعد أن فرّحت لبنان كلّه برفع ثلاثة من أبنائه إلى المذابح وهم:

• القدّيس شربل مخلوف، الناسك السكران بالله الذي اختار النصيب الأفضل، حوار الحبيب مع المحبوب، كما فعلت مريم أخت لعازر. من خلاله، تدعو الكنيسة المؤمنين إلى الصلاة، والتأمّل، والابتعاد عن النشاطات السطحيّة، وعن سذاجة هذا العالم.

• القدّيسة رفقا الريّس، الراهبة المتألمة التي حملت الصليب بصبر وبطولة، واحتملت عذابات جسدها المخلَّع. من خلالها، تدعو الكنيسة المؤمنين إلى تقديس آلامهم، والالتفات إلى آلام غيرهم من الناس، والاستجابة لنداء الربّ يسوع: «تعالوا إليّ أيّها المتعبون وأنا أُريحكم» أنتم الذين في لبنان والشرق.

• القدّيس نعمة الله الحرديني، الراهب الكاهن الذي عمل مديرًا للإخوة الدارسين، ومدبرًا عامًّا للرهبانيّة. من خلاله، تريد الكنيسة توجيه الإكليروس، بخاصّة الشباب منهم، لتحضير أنفسهم للرسالة بطريقة جدّيّة وثابتة. وتريد أيضًا التأكيد على أهميّة الخدمة الكهنوتيّة في مرافقة شعب الله على طريق القداسة.

في إعلان الأب ليونار طوباويًّا، تقدّم الكنيسة الكاثوليكيّة إلى العالم رسائل عدّة نعرضها فيما يلي:

1. تقوم الكنيسة بإظهار عدالتها

بما أنّ البابا يوحنا بولس الثاني سبق وأَعلن المطران مالويان طوباويًّا، يوم الأحد الواقع فيه 7 تشرين الأوّل 2001، لماذا لا يتمّ إعلان الأب ليونار طوباويًّا أيضًا، هو الذي شارك المطران كلّ مراحل استشهاده، فكان معه في السجن نفسه، وفي القافلة نفسها، وفي لحظة الموت نفسها فجر الحادي عشر من حزيران 1915، وعلى يد الجلاّدين أنفسهم؟ استُشهدا معًا كرهًا بإيمانهما المسيحي، بعد أن رفضا معًا إنقاذ نفسيهما مقابل اعتناق الإسلام. ومنهم مَن يقول: ماذا عن الضحايا الآخرين الذين كانوا في القافلة؟ من حقّهم طرح هذا السؤال المحقّ، لأّنهم كلّهم شهداء بحكم الوضع نفسه، لكنّه ليس باستطاعتنا تكوين ملفٍّ كاملٍ عن كلّ واحد منهم، كما بينهم الكثيرين الذين لا نعرف أسماءهم حتّى.
بإمكان الكنيسة الكاثوليكيّة اتخاذ القرار المناسب، بالاستناد إلى قوانينها المرعيّة الإجراء. وعلى المؤمنين عدم استباق قرارها، والانتظار ريثما يصدر الحكم، والسماح بتكريم الأب ليونار رسميًّا، بعد الإقرار باستشهاده، وإعلانه طوباويًّا. لقد قام البابا يوحنا بولس الثاني، والبابا بنديكتُس السادس عشر بتطويب مئات الشهداء الإسبان والفرنسيين والبولونيين والكوريين وغيرهم. أليس من العدالة إضافة الأب ليونار ملكي اللبناني؟

2. تقوم الكنيسة بدعوة المسيحيين المشرقيين إلى الانفتاح الرسولي

للكنائس الشرقيّة خصوصيّاتها، وللأوضاع المحليّة شأنها، بحيث تكتفي كلّ جماعة من المؤمنين بالاهتمام بأوضاعها الخاصّة، ما يخلق أحيانًا انكفاءً على الذات، ويمنع الانطلاق الرسولي إلى الخارج.

لم ينكفئ الأب ليونار على ذاته وتقاليده وأهله وبيئته. لقد نال سرّ العماد في الكنيسة المارونيّة الشرقيّة، وسرّ التثبيت في الكنيسة اللاتينيّة الغربيّة، وانتمى إلى رهبنة لاتينيّة، ومارس رسالته مع الأرمن والسريان والكلدان وحتّى المسلمين . تعلّم اللغتين الإيطاليّة والفرنسيّة للتواصل مع رئيسه العامّ في روما، ومع رئيسه الإقليمي في ليون. تنقّل من بيئة إلى أخرى، فكان بين الأتراك في القسطنطينيّة، وبين اليونان في بودجه، وبين العرب في ماردين، والأرمن في أورفا.   لذلك يمكن اعتباره شخصًا متعدّد الثقافات، ومنفتحًا على الشعوب كافّة، وعلى جميع الطوائف والأديان.  

وبحكم دعوته الرسوليّة خارج وطنه، يفتح الأب ليونار الطريق أمام الإكليروس الشرقي اليوم لتعزيز الأعمال الرسوليّة، من دون خوف ولا تردّد، ليس فقط من أجل مؤمنيهم المنتشرين في جميع أنحاء العالم، ولكن أيضًا من أجل الذين يدفعهم الروح القدس للاهتمام بهم.

3. تُنبّه الكنيسة من عمليّات الاقتناص، من أيّ جهة أو جماعة أتت

لم تكن علاقات الأب ليونار مع بروتستانت ماردين تتسم بالودّ أو التعاون، بسبب أعمال الاقتناص التي كانوا يقومون بها بين المسيحيين المشرقيين. ومما لا شكّ فيه أنّه كان متأثرًا بما شهدته بلدته بعبدات من مشاكل بين الأهالي دفعت بعدد كبير منهم بلغ 722 إلى الانفصال عن كنيستهم المارونيّة الأمّ، والالتحاق بشيعة الكويكرز أو الفريندز الموجودين في بلدة برمانا المجاورة. وكانت عائلة ليونار من عداد الذين لجأوا إلى الكويكرز، لكنّها عادت مع باقي العائلات إلى أحضان الكنيسة اللاتينيّة الكاثوليكيّة التي أوكل أمر رعايتها إلى الآباء الكبّوشيين.

إنّ مشكلة الاقتناص في الشرق ما زالت باقية، ولو بنسبة أقلّ من الماضي، بعد أن انخرط قسم كبير من البروتستانت في العمل المسكوني، والحوار المثمر مع الكنيسة الكاثوليكيّة. لكن تبقى الجماعات الأخرى ناشطة، أمثال شهود يهوه وغيرها، إضافة إلى فرض الإسلام دينًا على المسيحيين في العراق وسوريا خاصّة، مع ظهور داعش وأعوانها. هكذا فعل الأتراك بالمسيحيين حين كانوا يفرضون عليهم الإسلام أو الموت!

4. تُولي الكنيسة اهتمامًا خاصًّا بالشبيبة

أثناء سنواته القليلة العدد التي مارس فيها رسالته، تميّز الأب ليونار باهتمامه بالشبيبة. أُوكل إليه أمر إدارة مدرسة ماردين، وكانت مبادراته التربويّة تلاقي نجاحًا بين التلاميذ وأهلهم. دَرَّس اللغة الفرنسيّة، والموسيقى، ما ساعده على تقديم تنشئة ثقافيّة وروحيّة ملائمة. نحن بحاجة، في عالم اليوم، إلى أمثاله من المربّين الذين لا يكتفون بتلقيم العلم للتلاميذ فقط ، بل تزويدهم بالأخلاق والقيم والفضائل المرتكزة كلّها على تعاليم الإنجيل وقدوة القدّيسين.  

5. تقوم الكنيسة بالتعبير عن الروح الأخويّة القائمة بين أعضائها

الأخوّة هي من روحانيّة الرهبنة الفرنسيسكانيّة. يقول عنها القدّيس فرنسيس بأنّها سمته الخاصّة، تتقدّم على سمة الفقر، كما أتى في وصيّة مدينة سيينا.
عزم ليونار على مغادرة ديره في ماردين كي «لا يقع بين أيدي هؤلاء المتوحشين»، كما كتب إلى زميله الأب بونافنتورا البعبداتي، لكنّه تراجع في اللحظة الأخيرة، إذ تذكّر وصيّة معلّمه الروحي، وقرّر البقاء مع أخيه الأب دانيال، الراهب الثمانيني الذي لا يقوى على الانتقال من مكان إلى آخر. يقول الأب بونافنتورا بأنّ «الأب ليونار بقي في ماردين حبًّا بالأب دانيال، ليس إلاّ».
إنّ إعلان ليونار طوباويًّا سوف يحثّ إخوته الكبّوشيين على عيش الأخوّة فيما بينهم بشكل أفضل، ويذكّر المسيحيين بواجب الاهتمام بأخيهم الفقير، مهما كان جنسه أو طائفته، كما فعل السامريّ الصالح الذي جاء لنجدة جريح من طائفة أخرى.

6. تقوم الكنيسة بالتذكير بقيمة القربان المقدّس وواجب احترامه

في ليلة من الليالي، لَمّا كان في رعيّة الإسكندريّة، أُصيب المطران مالويان بالذهول إثر التدنيس الذي أصاب القربان المقدّس في الكنيسة، فكتب إلى رئيسه في دير بزمار قائلاً: «إنّها لحظة رهيبة، لن يغيّبها من ذاكرتي إلاّ القبر وحده. أطلب من الربّ أن لا يتعرّض أيّ كاهن لحالة كهذه». 1
حصل الأمر نفسه في ماردين. لَمّا اقتحم الأتراك دير الراهبات، هرع الأب ليونار إلى الكنيسة ليخلّص القربان المقدّس من التدنيس. لم يهرب من بطش العسكر، ولم يخف منهم، بل قام بفعل شجاع للمحافظة على المقدّسات، نظرًا لقيمتها الفريدة في تربيته الكبّوشيّة. جازف الأب ليونار بحياته من أجل ربّه يسوع قبل أن يضحي بها من أجل أخيه الأب دانيال.

7. تقوم الكنيسة بتشجيع المؤمنين على الثبات في إيمانهم المسيحيّ

تجدر الإشارة إلى أنّ الأب ليونار، على الرغم من وجوده في محيط إسلاميّ، لم يتّخذ موقفًا عدائيًّا من الإسلام. كإجراء احترازي، تمّ فقط قبول التلاميذ المسيحيين إلى دروس التعليم المسيحي، والقدّاس، والصلوات المختلفة في الكنيسة. لكنّه رفض الإسلام دينًا له حين أراد الأتراك فرضه عليه بالقوّة. ظلّ أمينًا إلى تعليم كنيسته الكاثوليكيّة، ورفض الجحود مقابل إنقاذ حياته.
يشكّل تطويب ليونار دعوة إلى المسيحيين المشرقيين الذين يتضاءل عددهم يومًا بعد يوم في محيط إسلامي يتكاثر ويهيمن، بأن يثبتوا في إيمانهم المسيحيّ، على الرغم من الضغوط التي يتعرّضون لها، والإغراءات الماديّة أو السياسيّة المعروضة عليهم.

8. تُقدّم الكنيسة الأب ليونار قدوة للبائسين والمتألمين

يقول الأب ليونار في إحدى رسائله: «يصعب عليّ كثيرًا أن أرى نفسي مضطرًّا لتمضية أيّامي، في هذا الوضع، عاجزًا عن القيام بأيّ عمل. وأحزن جدًّا عندما أفكّر في الخدمة التي كنت أقوم بها، وبٱستطاعتي القيام بها، لو لم أكن مريضًا.» 2
كم من ساعة يمضيها بعض الناس في حالة أرق أو ألم جسدي أو نفسي لا شيء يريحهم منها ولا حتّى أنينهم: يا ربّ، أبعد عنّي هذه الكأس. كم من دولة، بدافع من التعصّب أو الإلحاد، تضطهد المرسلين الذين يعملون لنشر ثقافة المحبّة والتسامح، وهم صابرون. ولعلّ هذه الرسالة من الأب ليونار هي الأكثر تأثيرًا في النفوس.

9. إنّ الأب ليونار هو أكثر من شهيد، إنّه رسالة

بمناسبة السينودس الخاصّ من أجل لبنان أطلق البابا يوحنا بولس الثاني كلمته المشهورة: «إنّ لبنان هو أكثر من وطن، إنّه رسالة». يمكننا تطبيق هذا الشعار على الأب ليونار والقول: إنّ الأب ليونار هو أكثر من شهيد، إنّه رسالة.
رسالة إلى الديانات الإبراهيميّة الثلاث في الشرق الأوسط، ليحافظوا على علاقات أخويّة فيما بينها يسودها الحوار والوئام والاحترام المتبادل. وأن لا يسلكوا طريق تركيا في اضطهاد المسيحيين، بل أن يحترم كلّ واحد منهم الطرف الآخر، ويتعاونوا لمحاربة الإرهاب والظلم والفقر، وإشادة عالم أكثر عدالة.
إنّ رسالة الأب ليونار هي نفسها رسالة المجمع الڤاتيكاني الثاني الذي يعلن ما يلي: «وإذا كانت قد نشأت، على مرّ القرون، منازعات وعداوات كثيرة بين المسيحيين و المسلمين ، فالمجمع المقدس يحضّ الجميع على أن يتناسوا الماضي وينصرفوا بإخلاص إلى التفاهم المتبادل، ويصونوا ويعزّزوا معًا العدالة الاجتماعيّة والخيور الأخلاقيّة والسلام والحريّة لفائدة جميع الناس.» 3 نرجو أن يكون تطويب الأب ليونار ملكي، الشهيد اللبناني، بداية الطريق التي رسمها المجمع.  ونعتقد أنّه يحقّ لنا تطبيق ما قاله البابا يوحنا بولس الثاني عن المطران مالويان، في احتفال التطويب الذي جرى في بازيليك القدّيس بطرس، يوم الأحد الواقع فيه 7 تشرين الأوّل 2001، على الأب ليونار، فنقول معه:

[إنّ الأب ليونار] الذي استُشهد في سنّ [34] يذكرنا بالجهاد الروحي الذي يقوم به كلّ مسيحي يتعرّض إيمانه لهجمات الشرّير. كان ينهل قواه من القربان المقدّس، يومًا بعد يوم، ليتمكن من القيام برسالته الكهنوتيّة، بكلّ غيرة وسخاء، مكرّسًا نفسه للوعظ، وخدمة الأسرار، والاهتمام بالفقراء. التزم طوال حياته بكلمات القدّيس بولس: «إنّ الله لم يُعطنا روح الخوف، بل روح القوّة والمحبّة والفطنة» (2 طيموتاوس 1: 7). واجه مخاطر الاضطهاد، ولم يقبل بأيّ تسوية، معلنًا أمام أولئك الذين كانوا يضغطون عليه: «معاذ الله أن أنكر يسوع مخلصي. إنّ هدر دمي من أجل إيماني هو أكثر ما يبغيه قلبي». ليكن اليوم قدوة منيرة أمام جميع أولئك الذين يريدون أن يكونوا شهودًا حقيقيين للإنجيل، لمجد الله ولخلاص إخوتهم. 4

نتمنّى أيضًا أن نضع على لسان البابا فرنسيس، كلمات القدّيس يوحنا بولس الثاني الموجّهة إلى الشبيبة، في المناسبة نفسها، آملين أن يكرّرها أمام شباب لبنان في احتفال تطويب الأب ليونار:
أوجّه سلامًا خاصًّا إلى الشباب [اللبناني] طالبًا من الربّ أن يجعل منهم شهودًا أقوياء للإنجيل. أثناء زيارتي الأخيرة [إلى لبنان] شهدتُ تعلّق الناس بالإيمان المسيحي، يشهد على ذلك مشاهد عديدة من تاريخ هذا البلد. هو أيضًا شهادة جميلة تركها لنا [الأب ليونار]، هذا الرجل الشجاع، صاحب الإيمان الكامل، الذي وضع محبّة المسيح في قلب حياته وخدمته الكهنوتيّة. بينما يتعاظم التهديد ضدّ [المسيحيين]، معلنًا بدأ الاضطهاد الوشيك، اختار، على مثال القدّيس أغناطيوس الأنطاكي، أن يتبع يسوع حتى الرمق الأخير، وأن يسفك دمه من أجل إخوته. يشكّل مثاله دعوة إلى جميع المعمّدين كي يتذكروا بأنّهم غُطّسوا بموت المسيح وقيامته، ومن واجبهم اتباعه كلّ يوم. 5