في تقريره السنويّ إلى الأب العامّ في روما ، يقدّم الأب ليونار لمحة عن نشاطه بين الثالثيين وجوقة الشرف، وأخبار المدرسة المزدهرة، ويشير إلى ظهور مذنّب في أجواء ماردين.
ماردين، في 7/8/1907
حضرة الأب العامّ الجزيل الاحترام
مرَّت سنة، تقريبًا، على وجودي في الإرساليّة. كان من الطبيعيّ أن أواجه بعض الصعو بات التي يواجهها أيّ مرسَل آخَر، لكنّني استطعتُ التغلُّب عليها، بنعمة الله.
أمّا نشاطاتي فهي ذاتها، أي الاهتمام بالمدرسة، والثالثيّين 1 ، وجوقة الشرف 2 ، وإلقاء مواعظ الأحد في الكنيسة، طوال شهر أيّار.
بين 29 و31 تموز، وفي الأوّل من آب، جرت الامتحانات في مدرستنا. وفي 4 آب تلينا العلامات على الأولاد، وقمنا بتوزيع دفتر العلامات للأشهر الثلاثة المنصرمة. بعد ذلك، جرى احتفال بسيط، حيث قام اثنا عشر تلميذًا بإلقاء الخطابات التي يشيدون فيها بالنور والتلغراف وسكّة الحديد والطبّ والجراحة والتقدّم… جرت الامتحانات في العلن، في باحة كنيستنا التي كانت في أبهى زينة، تعلوها صورة جميلة للبابا بيوس العاشر، المالك سعيدًا، مع الشعارات البابويّة.
قمنا بدعوة أسقفَي الأرمن والكلدان، بالإضافة إلى أسقفَي السريان، وبعض الكهنة والوجهاء وأهالي التلامذة. وقد جاء عدد كبير من المسيحيّين والمسلمين من تلقاء ذاتهم.
لقد تمَّت الامتحانات بنجاح، والحمد لله، وشكّلت ضربة قاضية للبروتستانت واليعاقبة، الذين كانوا يتوهّمون بأنّه لا يوجد في ماردين مدرسة أخرى تضاهي مدارسهم. هم يخشون إجراء الامتحانات لتلامذتهم في العلن، وكانوا يكتفون باختيار أربعة أو خمسة منهم، يلقّنونهم بعض الخطابات المنقولة عن الكتب، ليحفظوها غيبًا، ويتلوها أمام الناس، مرفقة ببعض الأناشيد. هكذا كانت تجري الامتحانات في مدارسهم الانجيليّة العالية.
لقد أصابهم الخجل والخيبة، كما سبق وذكرت، إذ لم يخطر في بالهم يومًا أنّنا سنجرؤ على إجراء الامتحانات في العلن. على أثر ذلك، عمد بعض الكاثوليك إلى نقل أولادهم من مدارس البروتستانت واليعاقبة إلى مدرستنا. وكذلك فعل بعض اليعاقبة.
بعد عيد انتقال السيّدة سنقدّم تمثيليّة.
وفي فترة الفصح، كلّفتُ أحدهم بخياطة لباسٍ موحَّد لأولادنا، يرتدونه في الآحاد والأعياد فقط. وهذا، أيضًا، شكَّل صدمة للبروتستانت واليعاقبة.
في الحقيقة، إنّه لأمر رائع وفريد، في هذه الناحية من بلاد ما بين النهرين، أن ترى عددًا كبيرًا من الأولاد يرتدون لباسًا موحَّدًا جميلاً، ويحضرون جميع الاحتفالات الدينيّة في كنيستنا، ويتقدمون معًا إلى المائدة الملائكيّة، في كلّ الأعياد.
أبت الجزيل الاحترام، تَفضَّل وبارك هذا الجمع الكبير من الشبيبة، ليكونوا دائمًا أقوياء في وجه أعدائنا اللدودين.
أخيرًا، أطلب بركتكم المقدّسة، معلنًا عن نفسي، أمام أبوّتكم الموقّرة، الإبن الأكثر ضعةً وتفانيًا.
الأخ ليونار البعبداتيّ، مُرسَل رسوليّ كبّوشيّ
حاشية: في هذه الأيّام، ظهر مذنّب. لم تكن رؤيته ممكنة إلاّ بدءًا من الساعة الثالثة بعد منتصف الليل. واستمرَّ ظهوره بوضوح حتّى الصباح، لا سيّما ذنبه الطويل الذي بدا كأنّه مجموعة أشعّة طويلة ومضيئة.
1 الثالثيّون هم أعضاء رهبنة مار فرنسيس الثالثة للعلمانيين.
2 جوقة الشرف هي أخويّة تكريم قلب يسوع، يكرّس أعضاؤها ساعة، كلّ يوم، مداورةً في ما بينهم، لتلاوة الصلوات لقلب يسوع الأقدس.
التقرير بخط يد الأب ليونار