في تقريره السنويّ إلى الأب العامّ في روما، يخبر الأب ليونار رئيسه عن نشاطه في المدرسة والخدمات التي يقوم بها مع الأرمن والسريان والكلدان.
ماردين، في 29/12/1909
حضرة الأب العامّ الجزيل الاحترام
يشرّفني أن أُهدي إليكم، عبر هذه الرسالة، وبكلّ ٱحترام، أمنياتي الصادقة للسنة الجديدة ١٩١٠. أتمنّى لكم سنةً سعيدة، تجلب جميع بركات السماء. ليهَبْ الربّ لكم نعمه بسخاء، وليساعدكم في جميع ٱحتياجاتكم، خصوصًا في إدارة الرهبنة بأسرها.
من واجبنا جميعًا، أيّها الأب المحترم، أن نجزل لكم الشكر لٱهتمامكم الأبويّ الحقّ الذي تبدونه في سبيل الرهبنة كلّها، ولكلّ واحدٍ منّا، بشكلٍ خاصّ. لكم منّا الشكر الجزيل، لأنّكم الأب المحبّ، والأب اليقظ والساهر دومًا على نعاجه. لا شكّ، أنّ رهبنتنا، بقيادة رئيسٍ ماهرٍ وفطن، وبمعاونة الأب الساروفيّ1، ستزدهر، حتمًا، وتعطي ثمارًا وافرةً وطيّبة.
أنا، حاليًّا، كما في السابق، أقوم بالخدمة المقدّسة2 وتربية الأولاد الذين يأتون إلى مدرستنا بأعدادٍ كبيرة. يبلغ عدد تلامذتنا حوالي الألف من الذكور والإناث. غالبًا ما أقوم بالوعظ للشعب، وأؤمّن الأحاديث الشهريّة للرهبنة الثالثة التي يزيد عدد أفرادها على ٤٠٠، وأقضي ساعاتٍ طويلة في كرسيّ الاعتراف، أيّام الآحاد والأعياد. خدمتنا موجَّهة، في غالبيّتها، إلى الكاثوليك الشرقيّين، من أرمن وسريان وكلدان، الذين يؤمّون كنيستنا بأعدادٍ كبيرة، وبطيبة خاطر.
إنّ تأخُّر الأب المدبّر3 يسبّب لنا حزنًا كبيرًا. أرجو منكم، أبتِ المحترم، أن تعيدوه إلينا بسرعة، وأنا متأكدٌ من أنّ هذا ما يتمنّاه جميع الإخوة المرسَلين.
أخيرًا، أقبّل يمينكم، وأنا، أمام أبوّتكم الموقّرة، الإبن الفرنسيسيّ الأكثر ضعةً.
الأخ ليونار البعبداتيّ، مُرسَل كبّوشيّ
1 الأب الساروفيّ هو القدّيس فرنسيس الأسيزي، مؤسّس الرهبنة.
2 الخدمة الكهنوتيّة أو خدمة الوعظ.
3 المدبّر هو الأب رافائيل ديزيتابل الذي سافر إلى أوروبا، منذ عدّة أشهر، لجمع التبرّعات للإرساليّة، وما زال هناك.
التقرير بخط يد الأب ليونار